من المعروف عند إصابة أحد الأبناء بإدمان المواد المخدرة أو العقاقير المخدرة يسود الأسرة حالة من الحزن والكآبة وقتها يقوم كل شخص داخل تلك الأسرة بدور هام لكي يساعد هذا الشخص أو المراهق على التعافي والابتعاد عن طريق الموت.
لكن في بعض الأحيان يكون الإباء عاجزين عن تقديم يد العون والمساعدة بالشكل الكافي للابن، أو يكونوا على غير دراية بطرق العلاج المثالية وخصوصا أن العلاج النفسي والسلوكي يختلف من شخص لآخر، ومن مرحلة عمرية لأخرى، فضلا عن تداخل مجموعة من العوامل الأخرى.
كما أن برامج علاج الإدمان في سن المراهقة تحتاج إلى مزيدا من الصبر والإصرار من قبل المدمن، فضلا عن رفضه فكرة العلاج في بداية الأمر لذا سوف نحاول في هذه المقالة أن نقدم بعضا من النصائح والطرق والتي من شأنها أن تساعد في عملية العلاج.
4 طرق تساعد الاسرة في التغلب على إدمان أبنائهم:
ربما هذه الطرق تحتاج الى مزيدا من الوقت والجهد حتى يمكن التغلب والقضاء على إدمان المراهقين لكن النتيجة المؤكدة هو المساهمة التدريجية طوال تلقى العلاج، ومن ثم الابتعاد نهائيا عن الإدمان.
من أمثلة تلك الطرق:
1. مساعدة المدمنين من الأبناء على فهم أضرار إدمانهم:
المرهقون دائما ما يكون لديهم متسع من الوقت ولا يهتمون دائما بأوقات فراغهم لذا نجد العديد منهم يتجه إلى إدمان وشرب تلك المواد المخدرة، فهم يعتقدون أن تلك المواد المخدرة لا تؤثر على أسرهم.
لكن الحقيقة المؤكدة أن تعاطيهم لتلك المواد المخدرة من شأنها أن تؤثر بشكل واضح على الأخوة داخل تلك العائلة حتى على الوالدين لما يعانونه من آثار وأضرار الواقع أن الأسرة كلها تتقاسم تلك الأضرار فيما بينها، وما أكثر تلك الحالات التي تبين تأثير المدمن على الأسرة فأثناء جلسات العلاج الجماعي والاستشارات الفردية، يجب على الطبيب المعالج أن يحول تلك الأفكار التي يفكر فيها المدمن إلى وعى ونصح للمدمن.
2. تقوية العلاقات العاطفية داخل الأسرة:
بالتأكيد العلاقات العاطفية والتواصل داخل الأسرة يكون له دور كبير في مكافحة إدمان المراهقين من المعروف أن مواجهة الشخص بمفرده لأمر سوف يكون أقل فعالية كما لو تم مواجهة هذا الأمر من قبل الأسرة بأكملها العلاقات والعواطف بين الأسرة يمكن أن يكون تساعد على فهم الدوافع والأفكار التي تتناوب على المراهق ومن ثم حمايته مبكرا بالتأكيد هناك بعض الأفكار التي تحتاج إلي تدخل مستشارين ومتخصصين داخل مستشفيات علاج الادمان وأثناء تلقى العلاج.
3. تصحيح المفاهيم الخاطئة:
أحد أشهر الأسباب التي تدفع الأبناء إلى إقبالهم على إدمان المواد المخدرة هو سلوكيات الآباء تجاههم فدائما ما نجد الآباء أنهم مقتنعون تماما بالسلوكيات التي يستخدمونها تجاه أبنائهم الأجيال الحالية نتيجة لتداخل التكنولوجيا وظهور العديد من العوامل المتغيرة التي تتداخل في تربيتهم أصبح لهم نوع خاص من الأفكار.
لذلك ينبغي على الإباء التقرب شيئا فشيئا من تلك المفاهيم حتى يستطيعوا أن يواكبوا تغير أبنائهم، ومن ثم القدرة على مقاومة تفكير الإدمان وشرب المواد المخدرة الدور الذي يقع على الآباء في الوقت الحالي في مواجهة اضطرابات وصعوبات تربية الأبناء أصبح بكثير من مثيله في الماضي.
التفاهم وجذب أطراف الحوار بين الأجيال المتعاقبة دائما ما يكون له أكبر أثر في خلق جسور من الثقة والتفاهم.
من ثم القضاء على الأفكار السلبية كتناول المخدرات وغيرها من المواد الضارة.
4. إنشاء أدوات اتصال فعالة:
يعرف المراهقين مدى انفعال الإباء نحوهم عند محادثتهم في أحد الأمور التي يرفضون النقاش فيها، وكيف لهذه المناقشة ان تتحول الى جدال ساخن ومثير تزداد حدة تلك المناقشات كلما وصل الأبناء الى سن الرشد والمراهقة، لذا فان سوء التواصل بين الإباء والأبناء يكون سببا رئيسيا في اتجاههم الى الإدمان ينبغي على الآباء أن يتعلموا استراتيجيات التواصل الفعال والتقرب إلى أبنائهم خشية انحرافهم إلى تلك الطرق ربما الأمر يستغرق وقتا حتى يكون هناك توافق بين تفكير الأبناء والآباء ولكن بالتأكيد سوف ياتى بثماره في الوقت الجيد.
من أمثلة مهارات الاتصال الفعالة هو ان يكونوا الاباء مستمعين جيدين، وأن ينصتوا إلي حلول أبنائهم تجاه ما يواجههم من مشاكل كذلك الصوت الهادي وتعبيرات الوجه أثناء الحديث من شأنها أن تخفف من حدة التوتر أثناء الحديث، ومن ثم الوصول إلي نتيجة فعالة مهارات التواصل التي ذكرناها لا تنطبق فقط على علاج الإدمان، وكلن تنطبق على سائر الأمور الحياتية الأخرى للمراهقين.
تلك كانت 4 طرق عزيزي القاري والتي ترتبط ارتباطا وثيقا في الوقاية وتوقف الأبناء عن الإدمان ربما تظن من الوهلة الأولي أنها أمور غير مجدية أو بعيدة عن طرق الوقاية الحقيقية لكن ما تم سرده في هذه المقالة هو نتاج أبحاث ودراسات اجتماعية أجراها الباحثين، وثبت مدى صحتها في الوقت الحالي لذا لا تتأخر باتباعها دائما مع أبنائك فربما تكون السلاح الحقيقي والفعال في حمايتهم من براثن الإدمان.