لأننا في مستشفى الأمل نسعى دائما إلي الوصول إلي أعلي نسبة شفاء عالمية بين المرضى والمدمنين الذين يقبلون على علاج الادمان من خلالنا.ولأننا نؤمن دائما أن معرفة سبب المشكلة يعتبر نصف الطريق للوصول إلي الحل الأمثل للعلاج.
لذلك فإن أول ما نسعى إليه هو معرفة الأسباب والدوافع التي دفعت الشاب أو الشابة إلي الإقبال على إدمان المخدرات حتى يمكننا أن نتعامل مع تلك الحالة كحالة منفصلة بوضع برنامج علاجي وخلال فترة زمنية محددة حتى يمكن تعرف الشخص ووصوله إلى بر الأمان.
لذلك دائما عندما نجد أن هناك شاب أو فتاة قد قرروا تعاطي المخدرات فناننا نكون على يقين أن بعضا منهم يكون قادرا على رفض ذلك القرار، والبعض الأخر يكون غير قادر على مقاومة هذه الرغبات ويستسلم الإغراءات.
العوامل التي تجعل الشاب رافضا لقرار إدمان المخدرات:
بالتأكيد هناك مجموعة من العوامل التي تدفع الشباب إلى الابتعاد والامتناع عن إدمان المخدرات عندما يكون هذا الشاب على قدر واعي وكاف من الثقافة والبعد الديني فانه يرفض الإدمان شكلا وموضوعا.
بالإضافة إلي أن هناك مجموعة أخرى من الأسباب والتي سوف نذكرها في مقال لاحق لكيفية ابتعاد الشباب عن إدمان المخدرات.
تتمثل في ممارسة الرياضة والتمارين بشكل يومي أو أسبوعي على الأقل اتباع النظم الغذائية الصحية والتي تساعده على الحصول على القدر الكافي من الطاقة والمواد الغذائية التي يحتاجها جسمه باستمرار كل هذه الأساليب تساعد الشباب على التعامل مع مشكلات الحياة والتغلب عليها وخصوصا عندما يكون لديه هدف يسعى إليه بكل إضرار ووضوح.
لكن ماذا عن هؤلاء الشباب الذين يستسلمون لضغوط الحياة ولا يستطيع أن يتعاملوا معها ومن ثم فإنه يتجهون إلي تعاطي المخدرات لذلك فإن مستشفى الأمل قد رصدت ستة من الأسباب التي دفعت مثل هؤلاء الشباب لإدمان المخدرات وذلك من خلال الأبحاث والدراسات التي قام بها الفريق الطبي التابع لإدارة المستشفى حتى يستطيع ان يقوم بتوجيه الأهل والأصدقاء والأسر لتلك الأسباب ومن ثم يمكن حماية جيل كامل من الشباب من إدمان المخدرات.
5 أسباب لإدمان المخدرات:
كما سبق أن ذكرنا فإنه بناءا على الحالات الواردة إلى مستشفى الأمل ومن خلال إجراء التحاليل والفحوصات عليهم مع الحفاظ على سرية البيانات والمعلومات الخاصة بالمرضى والمدمنين فقد توصلنا إلى الأسباب العامة التي دفعت هؤلاء الشباب إلي إدمان المخدرات.
من بين تلك الأسباب:
1. الإغراءات:
دائما ما نجد أن إعلانات الكحوليات أو السجائر وغيرها من المواد المخدرة الأخري داخل وسائل الأعلام تستعين بمجموعة من النجوم ذات الشعبية الكبرى ذلك بغرض جعل تلك المواد تقوم بجعل منتجاتها جذابة ومغذية أمام المستخدمين المحتملين وخاصة فئة الشباب.
فقد وجدوا أن حوالي 25% من مشاهد الأفلام هي إعلانات خاصة بالكحوليات كما أن هناك حوالي 22 % من تلك المقاطع يظهر فيها الممثلين وهم يتناولون المخدرات فضلا عن مشاهد الإدمان القوية والتي تظهر في المسلسلات التلفزيونية باستمرار
لذا فإن تناول وسائل الإعلام والسينما لتلك المخدرات يكون لديه أثر سلبي على اختيار المراهقين لتلك المواد المخدرة والكحوليات بصفة عامة.
2.الهروب من الواقع:
من المعروف أن سنوات المراهقة هي عبارة عن اكتشاف الذات والدوافع التي توجد بداخلها.
هناك سبب أساسي يدفع الشباب إلى تناول المخدرات هو نشاط المراهق داخل الأسرة خاصة إذا تواجد لديه بعض من المشاكل الأسرية وبعضا من مشاكل الصداقة والمشكلات العامة التي تواجه كل طالب داخل المدرسة أو الجامعة.
بالتالي فأننا نجد إذا ما ابتعد الشاب عن المواجهات السليمة ودعم الأسرة فإنه يقوم باللجوء إلى المخدرات كأحد فرص الهروب من ذلك الواقع المرير، فالشاب يرى المخدرات في هذه الحالة كما لو كانت ملجأ للأمان وحتى لو كانت لفترة قصيرة.
3.عدم قبول الذات أو النفس:
أحد الأسباب التي تدفع الشباب إلى تناول المخدرات هو عدم قبول أنفسهم في تلك المرحلة الحرجة من الحياة فمثل هؤلاء الشباب يرغبون في أن يحصلوا على صداقات كبيرة وأن يكونوا مميزين وسط أصدقائهم فضلا عن عدم معرفتهم بقدراتهم والمواهب التي منحها لهم الله.
في الواقع فإن الحاجة إلى قبول النفس تعتبر أحد أكثر الأمور إلحاحا في سن المراهقة لذلك ففي حالة عدم قبول الشخص أو الشاب لذاته فانه قد ينجرف إلى تناول المخدرات بقوة كبيرة وذلك لعدم قدرته على الثقة بنفسه، ويعتقدون بأن المخدرات والكحوليات ربما تساعدهم في الخروج وحل تلك المشكلة.
4. التمرد:
عندما يشعر المراهق أنه محاط بالضغوط والأوامر التي يتلقاها من أبويه.
فمن المتوقع أنه سوف يتم الرد على تلك الأوامر والضغط بشكل عكسي ومن وجهة نظره فأحد الأسباب التي تدفع الشباب إلى تناول المخدرات هو رغبة الشاب في شعوره بأنه شخص مستقل متمرد على تلك الأوامر، وإلا يشعر كما لو كان طفل صغير.
حيث دائما يكون في حالة غضب اللاوعي ومن ثم فانه يرغب إلي تغذية هذا الغضب والشعور بأنه إنسان ناضج قد كانت تكلفة هذا الشعور هي تكلفة باهظة نتيجة اتجاهه إلي تناول تلك المخدرات.
5.الفضول:
هناك العديد من الحالات التي تم علاجها داخل مستشفى الأمل وهم في سن الشباب قد أوضحوا أن السبب الأول والأساسي لتناولهم المخدرات هو الفضول تعتبر أنسب الحالات لتجربة لتلك المخدرات هو عندما يجد الشاب أو الشابة نفسه وحيدا منفردا في المنزل.
تكون الخمور والمواد المخدرة متاحة أمامهم وخاصة إذا كان هناك بعض أصدقاء السوء الذين على ثقة بذلك الشخص أو الشابة كما أنه من الأمور المثالية لتعاطي المخدرات هو تواجدهم داخل مجلس أحد أصدقاء السوء.
حيث يتم إقناعهم أن تناول هذه المخدرات والكحوليات لمرة واحدة لن يكون ضارا، ويتم إخبارهم أن هذا الشيء وارد في مرحلة المراهقة، ولا مانع من القيام به في الواقع فان هؤلاء الشباب يقومون بالكذب على انفسهم وتعتبر تلك المرحلة أو الخطوة التي يقومون بها هي أولى المراحل في إدمان المخدرات وتعاطيها بشكل كبير.