مع انتشار أنواع جديدة من المخدرات بين أبناءنا الطلاب، والتى ألقت بظلالها على نسبة التعاطي بينهم خاصة طلاب الثانوية العامة، وهذا ما كشف عنه الدكتور تامر حسنى الاستشارى النفسى لعلاج الإدمان بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، إن 104 آلاف مدمن ترددوا على مراكز علاج الإدمان، من بينهم 3% يتعاطون “فودو واستروكس”، مشيرًا إلى أن هناك 7.7% من طلاب الثانوية فى مصر يتعاطون المخدرات.
سمات المدمنين:
وأضاف، أن هناك سمات مشتركة بين المدمنين من بينها “حب الاستطلاع”، والبحث عن شيء غريب، موضحًا أن بعض الحالات تدخل فى أمراض ذهنية، مثل الانفصام والبارانويا بسبب إدمان الفودو والاستروكس .
حيازة ستروكس:
جدير بالذكر أن الإدارة العامة لمباحث الجيزة قد ألقت القبض على عاطل نهاية ديسمبر الماضي، لاتهامه بالاتجار بالمواد المخدرة، وحيازته كمية من مخدر الاستروكس ببولاق الدكرور، وحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق، وتوصلت تحريات ضباط الإدارة العامة لمباحث الجيزة إلى تورط عاطل فى الاتجار بالمواد المخدرة وترويجها على عملائه ببولاق الدكرور، وبإعداد كمين للمتهم تم القبض عليه، وبحوزته 5 أكياس تحتوى على مخدر الاستروكس، كما ألقت الإدارة العامة لمباحث الجيزة، القبض على عاطل بحوزته كمية من مخدر الاستروكس قبل ترويجها علي عملائه بالشيخ زايد، واعترف المتهم بحيازته للمضبوطات للاتجار بها، فتم إحالته إلى النيابة للتحقيق، كما أكدت تحريات ضباط مباحث قسم شرطة الشيخ زايد تورط عاطل بالاتجار بالمواد المخدرة، وبالحصول على إذن من النيابة تم إعداد كمين له والقبض عليه وبحوزته 40 كيسًا يحتوي على مخدر الاستروكس.
كارنيه الاستروكس:
ومن بين الحوادث الشهيرة فى 2017 لحيازة والاتجار في مخدر الاستروكس، انتحال عاطل صفة ضابط شرطة، مستخدمًا كارنيه شرطى عثر عليه منذ 5 سنوات للمرور من الأكمنة الأمنية، وتمكن رجال المباحث من القبض عليه وبحوزته كمية من مخدر “الاستروكس” بأكتوبر، وإحالته إلى النيابة للتحقيق، وضُبِطَ المتهم أثناء متابعة النقيب أحمد السويركى، معاون مباحث قسم شرطة ثالث أكتوبر، للحالة الأمنية، فاشتبه فى أحد الأشخاص يستقل سيارة تاكسى بصحبة السائق، وادعى أنه ضابط شرطة بمديرية أمن سوهاج، وقدم كارنيه شرطى، إلا أنه تبين عدم تطابق الصورة الخاصة بالكارنيه، وبمواجهته اعترف بعثوره على الكارنيه عام 2012، ويستخدمه فى المرور من الأكمنة، وضُبِطَت بحوزته حقيبة بلاستيك تحتوى على كمية من مخدر “الاستروكس”، اعترف بشرائه من تاجر مخدرات ببولاق الدكرور.
خطورة ادمان الاستروكس:
من جانبه يقول الدكتور أحمد خالد خبير الطب النفسي وعلاج الإدمان، وأستاذ الطب النفسي الإكلينيكي، أن مخدر الاستروكس يُعد من أخطر المخدرات التى تتواجد فى سوق الكيف مؤخرًا، لأنه يعد من المخدرات المُخلقة، والتى يبلغ عددها أكثر من 120 نوعًا، ويحتوى على تركيزات من مخدر الحشيش، ومركبات الهيوسين والهيوسايمين والاتروبين، ومواد الأتروبين والهيوسين والهيوسايمين تعمل على الجهاز الباراسمبثاوى، يسبب تأثيرات سريعة على الجهاز العصبي، ويتسبب فى ارتخاء العضلات، الإمساك، الاحتقان، اتساع حدقة العين، انخفاض الضغط الدموي، احتباس البول، زيادة ضربات وخلل بالوعى أو ما يُعرف بشبه الغيبوبة، ويُصاب الشخص بهلاوس سمعية وبصرية، ومع زيادة الجرعة يُصاب الشخص بهبوط فى القلب والدورة الدموية، وانخفاض شديد فى ضغط الدم، فضلاً عن مسح الذاكرة، والإصابة بضمور بالمخ، كما أنه قد يتعرض الشخص لغيبوبة ويتوقف قلبه، وقد يصل الأمر للوفاة.
جدول المخدرات:
ويقول الدكتور نبيل عبد المقصود مدير مركز علاج السموم بالقصر العيني الفرنساوي، إن مخدر “الاستروكس”، تم عرضه على لجنة ثلاثية واجتمعت فى 18 أكتوبر 2017، وكشفوا أن مكونات الاستروكس، “الأتروبين والهايوسين والسيفالين” أدوية فلا يمكن إدراجه في جدول مخدرات.
انتشار الاستروكس:
جدير بالذكر أن غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، قد أعلنت منتصف العام الماضي عن نتائج المسح القومي عن التدخين والمواد المخدرة و الكحوليات بين طلبة المدارس الثانوي “العام والفني”، والذي يحدد مدى انتشار المشكلة بين المدارس الثانوي، ويقارن بين انتشارها بين الطلبة والطالبات، ويحدد انتشارها، وفقًا للنطاق الجغرافي، بحضور الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، وعمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى.
وأوضحت “والي” أن المسح الميدانى بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم كشف أن نسبة التدخين بلغت (12،8٪) بين الطلاب، وأشارت إلى أن نسبة تعاطي المخدرات بلغت (7،7٪)، ونسبة تعاطي الكحوليات (8,3٪)، وذكرت وزيرة التضامن أنه تم إجراء المسح في (13) محافظة ممثلة للأقاليم الجغرافية المختلفة، وتم تطبيق استمارة المسح (التي وضعت من قبل خبراء في علم النفس والاجتماع) على (5048) طالب وطالبة بـ(146) مدرسة.
تعاطي المخدرات بين الطلاب:
وأوضحت الوزيرة أنه تم تطبيق المسح بالتزامن في جميع المحافظات من خلال (117) باحث ومتطوع، وأشارت إلى أنه تم استخدام المسح المنهج الوصفي المقارن للوصول إلى تحديد دقيق للمُشكلة وفقًا للنوع الاجتماعى والانتشار الجغرافي ونوع التعليم (ثانوى عام/ فنى)، وتابعت: “حرصنا على رصد دقيق لطبيعة المفاهيم المغلوطة المنتشرة حول التدخين وتعاطي المخدرات بين الطلاب، وكذلك تحديد اتجاهاتهم نحو المشكلة بما يسمح باستقراء طبيعة المشكلة في المرحلة المقبلة”.
بورسعيد وأسيوط الأعلى تعاطيًا للمخدرات:
وقالت إن هذه النتائج تطلب اتخاذ مزيد من حزم التدخلات التي تتسم بالفاعلية والشمولية وقدرتها للوصول إلى عدد أكبر من المستفيدين، وأوضحت أن المحافظات الأكثر تعرضًا للمشكلة تتمثل في “الجيزة – قنا”، كأعلى محافظتين في التدخين، فيما تصدرت محافظتى “البحر الأحمر – القاهرة” الأعلى في تناول الكحوليات، أما محافظتى “بورسعيد – أسيوط” الأعلى في تعاطى المخدرات، ونوهت الوزيرة إلى أن حملات الكشف عن تعاطي المخدرات بين (عمال الخدمات المعاونة- سائقي الحافلات المدرسية) مستمرة.