ضباط الشرطة وعلاج الإدمان:
لعل شيوع تعاطي المخدرات بين صفوف ضباط الشرطة أمر مذهل، ولكنه في الواقع قد أظهرت التقديرات الأخيرة أن ما يقرب من نسبة الربع من ضباط الشرطة قد يعانون من اضطراب تعاطي المخدرات.
من المدهش أيضا أن تعاطي المخدرات أكثر انتشارًا بين أفراد الشرطة، حيث انه تتواجد المخدرات في هذا الوسط أكثر من تواجدها بين عامة السكان، وذلك قد يرجع إلى أنه يتمتع الموظفون المكلفون بإنفاذ القانون والحفاظ عليه بمسؤوليات عالية جدًا تسبب لهم الإجهاد، فهم يواجهون مواقف يومية لا يمكن حتى للمواطنين العاديين تخيلها، لذلك نجد بعضهم يعاني من اضطرابات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب و القلق، والبعض الآخر يتجه الى المخدرات للتغلب على المشكلات التي يواجهها.
قد يشرب العديد من ضباط الشرطة الكحول أو يتعاطون المخدرات من أجل التغلب على ضغوطات الوظيفة، وقد يسيء البعض منهم استخدام مسكنات الأفيون التي تستلزم وصفة طبية فقط لكي يتمكنوا من العمل بعد الإصابة، ومن هنا قد يجد بعض الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون أنفسهم مدمنين على المخدرات غير المشروعة بعد أن كانوا لا يدركون ذلك لفترة من الزمن، وبالطبع فإن التغلب على الإدمان أمر ضروري للصحة العقلية والجسدية لضباط الشرطة، وتختلف معالجة الإدمان لضباط الشرطة قليلا، عن معالجة الأشخاص الاخرين، حيث أنه يجب أن يشمل العلاج الخدمات التالية:
- خدمات التدخل.
- المشورة بين الأقران.
- إدارة الإجهاد المهني.
- التثقيف حول الإدمان.
- خطط إعادة إدخال وتأهيل داخل مكان العمل.
- رعاية متابعة قوية.
ضابط الشرطة وعلاج إدمان المخدرات:
يذكر في البداية أن الخطوات التي يمارسها ضباط الشرطة أثناء علاج إدمان المخدرات هي نفس الخطوات التي يتم اتباعها خلال علاج الإدمان التقليدي، مع بعض التعديلات، بالطبع.
1. مرحلة التقييم الأولي:
سيخضع ضباط الشرطة المدمنون أولا لتقييم شامل واختبارات للمخدرات قبل دخولهم علاج الإدمان، ويتم استخدام التقييم الأولي هذا لتحديد مدى خطورة الإدمان بالإضافة إلى أفضل أنواع العلاج، ويمكن أيضا تشخيص الاضطرابات النفسية الأخرى، مثل اضطرابات ما بعد الصدمة والقلق، وتحديد العلاج المناسب لها في هذا الوقت.
2. إزالة السموم:
الانسحاب من المخدرات أو الكحول غير مريح ويمكن أن يكون خطيرا في بعض الأحيان، وبالنسبة لضابط الشرطة، عادةً ما يبدأ علاج إدمان المخدرات بسحب السموم، في الوقت الذي يتم فيه التخلص من السموم في المنشأة، يراقب المتخصصون الطبيون باستمرار المدمنين للمساعدة في جعل العملية أكثر راحة وتقديم الرعاية لهم في حالة الطوارئ.
3. العلاج:
إن علاج الإدمان لضابط الشرطة يتطلب اتباع نهج متعدد الأوجه ليكون ناجحا، وفي أثناء العلاج، سيخضع ضباط الشرطة عادةً للعلاج الفردي السلوكي والعلاج الجماعي والعلاج الأسري، كما سيتم علاجهم عادة من أي اضطرابات نفسية كامنة كذلك.
4. الرعاية اللاحقة:
واحدة من أهم مراحل علاج إدمان المخدرات هي مرحلة الرعاية اللاحقة، سوف يحتاج العديد من ضباط الشرطة الذين يتعافون من الإدمان إلى تقديم المشورة والعلاج المستمر، على سبيل المثال، يجب مساعدة ضابط الشرطة المتعافي على العودة الى العمل، كما أن قوات الشرطة اليوم أكثر استعدادًا للسماح لضابط الشرطة بالعودة إلى العمل بمجرد إكمال علاج الإدمان، ويوصى بإعداد برنامج إعادة إدخال لاستعادة ضباط الشرطة، وهذا غالبا ما ينطوي على واجب خفيف في البداية، ومراقبة نفسية مستمرة، واختبار روتيني للعقاقير والكحول.
حواجز علاج إدمان ضابط الشرطة:
ليس من المستغرب أن ضباط الشرطة لديهم عدد من العقبات التي يجب عليهم التغلب عليها قبل وأثناء علاج الإدمان.
بعض عوائق علاج الإدمان الأكثر شيوعًا التى تواجه رجال الشرطة تشمل:
- هناك صعوبة في التعامل مع المشكلة.
- الوصمة المحيطة بالإدمان والعلاج.
- الخوف من الطرد من المهنة.
- الشعور بعدم وجود المكانة المناسبة للوظيفة كرجل شرطة في رحلة علاج الإدمان التقليدي.
- عدم القدرة على دفع تكاليف العلاج.
- مسؤوليات الأسرة.
ضباط الشرطة المدمنين:
غالباً ما يكون طلب المساعدة من آخر الأمور التي يريد ضباط الشرطة المدمنين القيام بها، لكن استعادة حياتهم الطبيعية أمرًا حتميًا.
واحدة من الأماكن الأولى التي يمكن أن يتحول إليها ضباط الشرطة المدمنين هي عيادة طبيبهم الخاص، وعادةً ما يُطلب من المهنيين الطبيين الاحتفاظ بكل ما يقوله لهم المرضى بسرية، وفي العادة يكون هؤلاء الأطباء قادرين على فحص ضباط الشرطة المدمنين وإحالتهم إلى العلاج.
لدى وكالات إنفاذ القانون في العادة تدابير قائمة لمكافحة الإدمان بين الرتب، ويمكن أيضا لضباط الشرطة المدمنين التحدث مع رؤسائهم، او الطبيب النفسي في القسم الخاص بهم،وإذا كان أحد ضباط الشرطة غير مرتاح للتحدث مع هؤلاء الأفراد، فيمكنه أيضًا اختيار الاتصال بالخط الساخن لمستشفى الامل لعلاج الادمان، لمجرد إساءة استخدام المواد المخدرة.
في النهاية، لابد أن نوضح أن الإدمان مرض مثل باقي الأمراض، يواجه هذا المرض شتى فئات المجتمع ويجب أن نتكاتف جميعا لمواجهة هذا المرض، كما أنه يجب على المريض بهذا المرض ان لا يشعر بالخزي أو العار من طلب العلاج والمساعدة، بل يجب عليه أن يتساءل ويحادث نفسه اولاً، ويقارن حياته ما قبل الإدمان وحياته الأن مع الإدمان، ومن هنا يأتي الدافع لديه لطلب العلاج والبحث عن المساعدة لبدء رحلة العلاج من الإدمان، والعودة إلى حياته الصحية من جديد.