فى أحدث التقارير التي صدرت من منظمة الصحة العالمية أشارت إلى هناك من 75% الى 90% من المتعافين من الإدمان يتعرضون الى الانتكاسة.
فى الغالب معظمها يحدث في السنة الأولى من انتهائهم للعلاج، الحقيقة أن فترة ما بعد العلاج تعتبر من أهم الفترات في حياة المتعافي حيث ينبغي أن يكون التنسيق فيها على أعلي مستوى ما بين المريض وإدارة المستشفى التي يعالج فيها.
الغرض الأساسي من فترة ما بعد العلاج هو تعلم المتعافي مجموعة من الاستراتيجيات التى تحمى المتعافين من الانتكاسة وعدم العودة مرة اخرى إلى تلك المواد التي كانوا يتناولونها.
فى هذه المقالة سوف نقدم تعريفا مختصرا للانتكاسة، وماهي أسبابها فضلا عن بعض الطرق الوقائية والنصائح التي تساعد المريض على التخلص من الانتكاسة.
ما هي الانتكاسة على المخدرات؟
يقصد بالانتكاسة هي عودة المريض إلى تلك المواد التي كان يتعاطاها من قبل دخوله البرنامج العلاجي، وعقب انتهاء الفترة التأهيلية له ربما قد يعود الشخص إلى إدمان العقار أو المخدرات التي كان يتناولها، وقد تكون هذه الفترة بعد أسبوع أو حتى بعد شهور قليلة.
ماهي أسباب الانتكاسة علي المخدرات؟
هناك عدة أسباب الانتكاسة التي يتعرض إليها مدمني المخدرات وتختلف من شخص إلى آخر وعلى حسب الحالة الصحية.
من اشهر تلك الأسباب:
خلل في خطة العلاج:
هناك بعض المستشفيات المتخصصة التي لا تراعي الحالة الصحية والنفسية التي سوف يعتادها المتعافي عقب انتهاء خطة العلاج كما أنها تقوم بإهمال زيارات المتابعة التي تلي فترة العلاج وتقديم الدعم النفسي الكافي له، فضلا عن عدم كفاية الجرعات الدوائية أو البرنامج العلاج السلوكي مما يزيد من احتمالية تعرض المتعافي إلى فترات انتكاسة لا يستطيع التعامل معها.
التعرض إلي مجموعة من الضغوط النفسية:
يقصد بالضغوط النفسية هي عدم قدرة المتعافي على تلبية الاحتياجات الجديدة بالنسبة عودته لحياته الطبيعية.
سواء كانت تلك الاحتياجات عبارة عن التزامات مادية أو مسؤوليات أسرية أو مشكلات نفسية يتعرض لها نتيجة عوامل أخرى كلها أمور تزيد من احتمالات تعرض المتعافي الى الانتكاسات.
العلاقات الاجتماعية:
يقصد بها العلاقات الإنسانية فكلما كان المتعافي مرتبطا بمجموعة من الأصدقاء على المستوى الإنساني أو الاجتماعي وأشخاص ما زالوا في مرحلة الإدمان كلما كانت عودته إلي تلك المخدرات أكثر سهولة.
أما في حالة وجود مجموعة من العلاقات الإنسانية المتوازنة والسليمة وخاصة هؤلاء الذين يدعمون العلاج والتعافي من الإدمان، كلما كانت تلك وسيلة لحمايته من الانتكاسات المتكررة المتجددة مرة اخرى.
مجموعة العوامل المرتبطة تاريخ الإدمان للمتعافي والجرعة:
ثبت من خلال العديد من الدراسات التي أجريت على مجموعة من المتعافين من البرامج الإدمانية المختلفة، أن المدمن كلما كان أكثر ارتباطا وتعلقا بالمخدر خلال فترة إدمانه، كلما كان ذلك فرصه للانتكاس مرة اخرى في المستقبل القريب.
كما أن زيادة الجرعة او عدد مرات تناول المخدر قبل دخوله البرنامج العلاجي يسهم بشكل كبير في العودة لذلك المخدر.
البرمجة اللغوية العصبية ومدى قدرتها في الحماية من الانتكاسة:
البرمجة اللغوية العصبية هي احدى الطرق والاستراتيجيات الحديثة التي يتم اتباعها في احدث مستشفيات علاج الإدمان العلمية وذلك لحماية المتعافين من البرامج العلاجية من حدوث الانتكاسة بوجه العام.
فيها يتم استخدام مجموعة من عمليات التفكير المرتبطة بعملية الإدمان وبعض من الكلمات اللغوية التي لها تأثير كبير على سلوك المتعافي.
بعدها يمكن الوصول الى بعض من الأساليب والسلوكيات التي تجعل المتعافي لا يرغب في العودة إلي تلك المخدرات من تلقاء نفسه وبإرادة شديدة.
أهداف البرمجة اللغوية العصبية في حماية المتعافي من الانتكاسة:
تستخدم البرمجة اللغوية بعض من الأهداف عقب انتهاء البرنامج العلاجي للمتعافين منها:
تحقيق التواصل ما بين المتعافي و البيئة المحيطة لهم، داخل الأسرة وخارجها من يسهل من عملية الاتصال في العالم الواقعي الجديد.
استدعاء المعلومات وتخزينها والتي مر بها المدمن طوال فترة الإدمان، والمعلومات التي تكونت خلال البرامج النفسية السلوكية ومحاولات استخدامها في المواقف الحياتية المختلفة.
الوصول إلي مجموعة من الأهداف التي يمتد ترتيبها وتحديد أولوياتها من خلال البرمجة اللغوية العصبية، حيث يتم التركيز على كيفية قيام المتعافي بصيغة الأفكار والمعتقدات الجديدة للتعامل مع السلوكيات من خلال البرنامج السلوكي النفسي، تلك السلوكيات تسهم في خلق مزيدا من التغيير والتجديد في حياته.
بعض النصائح لحماية المتعافي من الانتكاسة:
- الرغبة في تغيير روتين الحياة والبحث عن برنامج شبه يومي يسير عليه بصفة دورية حتى يحقق الدعم النفسي للمتعافي.
- اتباع نظام صحي غذائي يحتوي على مجموعه من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، يفضل أيضا اتباع مجموعة من التمارين الرياضية اليومية حتى يتمكن من اجتياز خطر الانتكاسات والإدمان.
- الاهتمام بالجوانب الروحية مثل التقرب إلي الله الصلاة والصوم، هذه العادات الدينية التي من شأنها أن تقي الشخص من طريق الإدمان.
- الابتعاد نهائيا عن مجموعات المدمنين ودائرة المعارف القديمة التي كانت سببا في دخول المتعافي طريق الإدمان.
- البحث عن عمل مناسب لكي يكون مستعدا لتفريغ الطاقة المتواجدة بداخله دون أن يكون هذا العمل يشكل مزيد من الضغط النفسي على المتعافي.
- تكوين مجموعة من الصداقات الجديدة والتي تكون صحية، يفضل أن يكون أشخاص لهم القدرة على الدعم والمساعدة والحماية من الانتكاسة.
- المداومة على الزيارات المتكررة للطبيب النفسي عقب انتهاء فترة العلاج ، فلا مانع من الحصول على بعض الاستشارات النفسية خلال كل فترة.