التدخين السلبي وأضراره، احتل أهمية كبيرة بين الأطباء في الآونة الأخيرة.
بالتأكيد التدخين ضار بكافة الأشكال والنواحي، وعادة ضارة سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي، فضلا عن تدمير حياة العديد من الأسر، ومصدر أساسي لعدد كبير من الأمراض ولكم ماذا عن هؤلاء الذين لا يدخنون، ولكنهم على تعامل بمجموعة أو فئة من المدخنين؟
ربما قد تشعر انك في أمن عنهم، أو أن الأضرار التي تقع عليك أصغر بكثير عن المدخنين أنفسهم. ولكن هذه المعلومة غير صحيحة علميا، لذلك احتل موضوع التدخين السلبي في الفترات الأخيرة، دراسات كبيرة من شتى الجامعات والأطباء فهو لا يقل أهمية عن الدراسات التي تقوم وتبحث عن المدخنين، وأضرار التدخين بشكل عام، فحاليا اغلب البيوت يوجد بها مدخن وربما أكثر، وبالتالي فإن تأثير التدخين السلبي يمتد إلى جميع من في المنزل هو ما سوف نحاول أن نقدمه بالتوضيح والشمول في هذه المقالة ولكن دعنا قبل أن نتعمق في التفاصيل أن نعرف مفهوم التدخين السلبي.
التدخين السلبي:
يقصد بالتدخين السلبي هو تعرض شخص ما إلي دخان شخص أخر يقوم بالتدخين أمامه ، أو بالقرب منه، مما يعود بالضرر على الشخص، ونود أن نوضح أن التدخين السلبي لا يقل ضررا عن الأشخاص العاديين الين يقيمون بعملية التدخين ونود أن نشير أن إلى مصطلح التدخين السلبي عام وشامل، فلا يقصد استنشاق دخان التبغ من شخص أمامه فقط ولكن يمتد هذا التأثير إلى بقاء هذا الدخان لفترات طويلة في المكان بالرغم من تهويته، فربما يتعلق هذا الدخان في الشعر ، الأثاث، الحائط، الستائر، الغبار، لعب الأطفال، وغيرها من الأماكن التي يتعامل معها الإنسان عن طريق اللمس، أو اللمس، أو الاستنشاق مما تسبب له مخاطر صحية بالغة.
هو ما يطلق عليه التدخين السلبي الثالث.
ومن الممكن أن يستمر بقاء الرائحة لمدة تتراوح ما بين أيام إلى شهور، ونود أن نوضح أن كمية الدخان التي تنبعث من منتجات التبغ تتحدد بناء على كمية التبغ، فنجد مثلا أن سيجار متوسط يقوم بتدخينه شخص ما، يطلق كمية مماثلة من الدخان تنبعث من نصف علبة سجائر.
هذا يوضح مدى الأضرار التي يمكن أن تنبعث وتؤثر على حياتنا من جراء التدخين السلبي، ولكن نود أن نوضح أنه من الصعب عمليا أن نحدد مدى التعرض للدخان الناجم من التدخين السلبي.
لكن يمكننا أن نقيس مستوى النيكوتين، وغيرها من المواد الكيميائية التي تنتج من السجائر والتي تكون موجودة في هواء الغرفة، كذلك هناك طريقة أخرى يمكن أن نقيس بها تأثير التدخين السلبي داخل أجسامنا وذلك من
خلال قياس مستوى مادة الكولين، وهي مادة تنتج من تحلل مادة النيكوتين داخل أجسامنا، وتكون موجودة داخل الدم أو اللعاب المدخن السلبي بالتالي من خلالها يمكن معرفة مدى الضرر أو تقييم مدى الخطورة.
أضرار التدخين السلبي على الأم الحامل:
أضرار التدخين السلبي الثالث هو تعرض النساء والحوامل إلى التدخين ولكن بصورة غير مباشرة ويمكن ملاحظتها من خلال شمك لبعض الروائح المرتبطة بالسجائر دون وجود أشخاص يقومون بالتدخين.
لا شك أن الأمهات الحوامل اللاتي يجدن بالقرب منهم مدخنين يعانون أشد المعاناة من التدخين السلبي، وخاصة عندما تكون الأم في الشهور الأولي من الحمل، ولا يتوقف الأمر عند هنا وفقط بل يختلف تأثير التدخين السلبي على حساب شهور الحمل.
الأضرار التدخين السلبي على الجنين :
- مع كل دخان سيجارة يصل إلي الجنين، وجدت الأبحاث أن معدل التدفق الدموي الذي يصل إلي المشيمة يقل لفترة تصل إلى 15 دقيقة، وهو الأمر الذي يترتب عليه زيادة معدل ضربات الجنين ومن المعروف أن المشيمة، هو العضو الرئيسي الذي يتم من خلاله وصول كافة مواد التغذية من الأم إلى الجنين.
- نسبة الأكسحين التي تصل إلي رئتين الجنين تقل بنسبة 40%، مما يؤثر بشكل كبير على وزنه، ويرجع السبب في ذلك إلى أن أول أكسيد الكربون يساهم بشكل كبير في نمو أعضاء الجنين، ولذلك نجد أن وزن المولود عند ولادته يكون قليل مقارنة بالأطفال العاديين.
- التدخين السلبي يلعب دورا كبيرا في التشوهات الخلقية، فضلا عن إمكانية إصابتهم بعيوب في أعضائه الداخلية.
- التدخين السلبي يلعب دورا كبيرا في إصابة الأجنة ببعض الأمراض المزمنة مثل أمراض السكر، والأوعية الدموية وذلك بعد ولادتهم مباشرة.
- الأمهات التي تتعرض للتدخين السلبي تكون معرضة إلي الإجهاض أكثر من الأم العادية، ولا يمتد الأمر عند خطر الإجهاض فقط، بل يصل إلي ولادة الجنين قبل الموعد المخصص له، أو موت الطفل المفاجئ بعد ولادته هو فيما يعرف باسم متلازمة موت الرضع المفاجئ، وهو عبارة عن موت الطفل بشكل مفاجئ أو غير متوقع أثناء النوم ، وهو من الأمور الغامضة في الطب، حيث الفحوصات أن الطفل كان يتمتع بصحة جيدة قبل الوفاة.
- الأمهات اللاتي يتعرضن للتدخين السلبي يصبن بالنزيف، حيث أن نسبة تعرضهن للنزيف تكون أكثر من الأمهات العادية.
- الأمهات التي تتعرض إلي التدخين السلبي تقلل من فرصه إرضاعها اللبن الطبيعي لطفلها المولود، حيث أن الرضاعة الطبيعية تعتبر من أفضل البدائل الغذائية، ولا يوجد بديل لها مساوي ومزايا لقيمتها الحقيقية.
أضرار التدخين السلبي على الأطفال:
التدخين السلبي يؤثر على الأطفال المولودين حديثا، حيث يؤثر على نظام المناعة ويجعلهم أكثر عرضة للأمراض ومن أمثلة تلك الأمراض، تعرضها لالتهابات الأذن، وأمراض الجهاز التنفسي، ومشاكل الأسنان، ومن أكثر الأمراض التي يسببها هو مرض الربو، وخاصة إذا كان الطفل اقل من ست سنوات حيث يزيد من أعراضه بنسبة كبيرة جدا، بالإضافة إلى تعرض المولود حديثا إلى نزلات البرد بصفة مستمرة.
أثبتت العديد من الأبحاث التي أجريت في كلية الصحة العامة في جامعة كاليفورنيا، أن تدخين الأهل على الأطفال وهم في سن صغيرة، يزيد من خطر إصابتهم بالسرطان وخاصة سرطان الدم، وذلك من خلال دراسة حديثة استمرت أكثر من 7 سنوات، وأجريت على أكثر من 416 طفلا يتمتعون بصحة جيدة.
التدخين السلبي يخفض من تأثيرات مضاد الأكسدة في الدم، والتي لها دور كبير في حماية الجسم من الأمراض والالتهابات الأخرى، ومن أمثلة المواد المضادة للأكسدة والتي يقضي عليها الجسم، هو فيتامين سي، وهو يلعب دورا هاما في حماية الجسم من نزلات البرد والإنفلونزا، ويحتاج الجسم يوميا إلى أكثر من 60 مليجرام من فيتامين سي.
الأطفال التي تتعرض إلي التدخين السلبي، تتعرض في مراحل لاحقة من العمر إلى تأخر نمو المخ، مما يسبب تقلصا في شرايين المخ، وهذا الأمر ينعكس بدوره على انخفاض التحصيل الدراسي للأطفال عند التحاقهم بالمراحل التعليمية المختلفة.
أضرار التدخين السلبي على الأشخاص:
- التدخين السلبي يجعل من الدم أكثر لزوجة، ومن ثم فان احتمالية إصابة الفرد بالتجلط تكون كبيرة، وهو ما يعرضه في المستقبل إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، ومن ثم زيادة التأثير البالغ على القلب واحتمالية وفاته.
- زيادة الاحتمالية بإصابته بأمراض تصلب الشرايين، وحدوث خلل في طريقة عمل وتنظيم الأوعية الدموية وتدفق الدم.
- الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وبعض الأمراض الأخرى المرتبطة بالجهاز التنفسي، وحدوث خلل في وظائف الرئة تدريجيا وذلك طبقا للجرعة التي يتعاطاها الشخص.
هل يسبب التدخين السلبي السرطان؟
من خلال الدراسات والأبحاث التي أجريت في السنوات الأخيرة فقد وجد أن السجائر العادية تحتوي على العديد من المواد الضارة والتي نذكر منها أول أكسيد الكربون، الأمونيا، أكسيد النيكل، الفينيل كلوريد، وغيرها من المواد الضارة ولذلك فقد حددت جمعية مكافحة السرطان والوكالة الدولية لبحوث السرطان، أن التدخين السلبي يعد أحد العوامل التي تسبب السرطان أي أنه يسهم بشكل كبير في إصابة الفرد بالأنواع المختلفة والمتعددة للسرطان، ولعل هذا يظهر جليا في تحديد الأضرار التي ذكرناها سابقا في هذه المقالة، فمن الممكن أن يسبب سرطان الرئة، والفم والبلعوم، وسرطان الثدي، والكبد، وسرطان الكبد، وسرطان الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية، وأورام الدماغ، وسرطان الجهاز الهضمي، أي بمعنى اصح يسبب جميع الأضرار للأشخاص الغير مدخنين كما لو كانوا مدخنين.
كيفية التخلص من اثار التدخين السلبى:
- التوقف عن التدخين:أحد أهم العوامل التي يمكن بها القضاء على التدخين السلبي بوجه عام فإذا تواجد أحد الأشخاص داخل المنزل مما لا يملكون الإرادة الكافية والعزيمة للإقلال من التدخين، أو التوقف عنه، عليه أن يدخن خارج الأماكن التي يتواجد بها الأطفال، ويفضل في أماكن مفتوحة مثل الشرفات وغيرها من فتحات التهوية.
- الضيوف والتدخين إذا كان أحد ضيوفك معتادا على التدخين في الأماكن الغريبة، أو في زيارتها العائلية، فيمكنك بكل ذوق وأدب أن تطلب منه الذهاب إلي الشرفة حتى يستطيع أن يدخن، أو ربما تأجيل التدخين في الوقت الحالي لصحة أطفالنا أمانة بين أيدينا، لذلك يجب الحفاظ عليها.
- التوقف عن التدخين في السيارة أحد الأمور التي لا يدركها الكثير من الرجال، هو التدخين داخل السيارة، وربما عند التحدث مع أحد الوالدين يخبرك أن السيارة بأنها مكان مفتوح، وأنها النوافذ مفتوحة، ولكن عزيزي القارئ لا ننصحك أن تفعل مثل هذه العادات، والذي لا يعرفه العديد من الأشخاص أن دخان السجائر يصل إلى أنف طفلك حتى لو بكميات قليلة فضلا عن تواجد بقايا السجائر داخل السيارة، لذا توقف عن هذه العادة داخل السيارة، لحماية طفلك.
- تجنب التواجد داخل الأماكن المغلقة بوجه عام، حيث يكون لها دور في التأثير الكبير من أضرار التدخين السلبي.
- يجب علينا كأولياء أمور أن نقوم بتجنيب أولادنا الأماكن التي يكون فيها مجموعة من الأشخاص يميلون إلى التدخين على سبيل المثال يجب علينا أن نقلل من تواجد أولادنا داخل الكافتيريات أو القهاوي التي تمتلئ بالمدخنين، بكثرة التردد على هذه الأماكن يعظم من آثار التدخين السلبي.
- لا مانع من ضمان توفير مجموعة غير مدخنة لا ولادنا، أو بمعنى أصح أن يكونوا حولهم بيئة خالية من الأطفال، فيجب أن نركز على الأشخاص الذين يقومون باصطحاب أطفالنا أو التودد عليهم أن يكونوا غير مدخنين حتى نضمن لهم صحة جيدة، نضمن أن مجموعة المدرسين الذين يقومون بالتدريس غير مدخنين، كذلك المدربون في النادي، وغيرهم من الأشخاص الذين يتعاملون معهم أطفالنا بصورة دائمة.