المراهقين والمخدرات – هل يتعاطى ابنك المخدرات؟

 

هل تعرف ما إذا كان ابنك المراهق يجرب المخدرات أم لا؟ إذا أجبت عن هذا السؤال بالايجاب بثقة بسبب أنه لا توجد طريقة لاستخدام ابنك للمخدرات، فيلزم ان تعيد التفكير مرة أخرى.

حيث تبين إحصائيات حول استخدام المراهقين للمخدرات، أن أي مراهق لا يتم حمايته من إغراءات تعاطي المخدرات، يمكن أن يقوم بتجريب المخدرات ولو مرة واحدة في حياته، وفي اطار ذلك نعرض لكم بعض الحقائق حول تعاطى المخدرات وإدمان المراهقين.

المراهقين والإدمان على المخدرات:

تعد مرحلة المراهقة هي احد المراحل الصعبة في حياة الإنسان، بل إنها تعد أصعب مرحلة في حياة الإنسان، فهي مرحلة محاطة بالعديد من المشاكل، ومنها مشكلة الإدمان، حيث يسهل السيطرة على عقول الشباب تحت سن الــ 18 حيث ويسهل ترويج المواد المخدرة بينهم، وذلك لان المراهقين يحاولون إثبات ذاتهم بأي طريقة في هذه المرحلة، كما أنهم يتميزون بحب الاستكشاف وحب الاستطلاع والمغامرة ولا يحسبون حسابا للعواقب.

وهناك العديد من العوامل الأخرى التي تتسبب في انتشار المخدرات بين المراهقين، ويعتبر اصدقاء السوء أهم عامل من هذه العوامل، حيث يبحث المراهق دائما عن شخصية يتخذها نموذجاً ومدخلاً للاستقلالية عن الآخرين، وتتميز شخصية معظم المراهقين بحب التقليد مع محاولة التميز على الاخرين والتفوق عليهم.

في حين يتميز المراهقين المدمنين على المخدرات بعدد من السمات، ومنها اللجوء إلى السرية والكذب على الآخرين ومحاولة الابتعاد عن الآخرين والعزلة الاجتماعية والبعد عن رقابة الأهل والاقارب، وتحدث لهم كذلك عددا من التغيرات السلبية على الصحة النفسية والعقلانية ايضا، كما يعانى المراهقين من اضطرابات النوم والأرق المستمر بسبب تعاطي المواد المخدرة.

الجدير بالذكر هنا، أن المراهقين دائما ما يعانون من فترات فراغ وقلق نفسي، بسبب الطاقة المفرطة لديهم، وعدم القدرة على تحقيق أحلامهم، فتجدهم يريدون أن يبذلوا طاقتهم ويستخدمونها بأي شكل من الأشكال، ويجدون في تعاطي المواد المخدرة مخرجا يبذلون فيه طاقتهم ويهدونها كي يعيشون بسلام وأمان نفسي.

ما هو اكثر المخدرات انتشارا بين المراهقين؟

الماريجوانا هى الاكثر انتشارا بين المراهقين حيث ينظر اليها  علي  أنها أقل خطورة من المخدرات الأخرى، ولكن وجهة النظر هذه خطيرة جد، لانه في حين أن الماريجوانا قد تكون أقل ضررا من الهيروين، إلا أنها تحمل مخاطر عديدة، خاصة بالنسبة للمراهقين، وعلى الرغم من هذه المخاطر، فإن الماريجوانا هي أكثر المخدرات تعاطيا بين المراهقين، حيث يستخدم ما يصل إلى 43 في المائة من طلاب المدارس الثانوية المدمنين الماريجوانا.

إدمان المراهقين لعقاقير الهلوسة:

في حين أن الماريجوانا والكحول هي أكثر المواد انتشارا بين المراهقين، فإن الكثيرين منهم يجربون أيضًا مواد مخدرة أخرى، فهناك ما يقرب من تسعة في المئة من المراهقين المدمنين جربوا عقاقير الهلوسة مثل الفطر السحري أو LSD، وهناك حوالي عشرة في المئة قد جربوا المخدرات الاصطناعية، في جين تعد مسكنات الألم التي تصرف بوصفة طبية هي أحدث مواد مخدرة منتشرة بين المراهقين.

كيف تتعامل مع مشكلة إدمان ابنك المراهق؟

ينتاب الأبوين حالة من الزعر والقلق عندما يعلمون أن أحد أبنائهم يتعاطى المواد المخدرة، ولكن تلك الحالة تعقد من حل المشكلة ولا تساعد ابدا في حلها، لذلك هيا بنا نناقش بعض الخطوات التي تساعد على حل المشكلة:

  1. في البداية، يجب على الآباء والأمهات التعامل بهدوء مع المشكلة والتحكم في حالة الزعر والقلق لديهم، ثم بعد ذلك قم باستشارة أحد الأطباء المتخصصين في علاج الإدمان، حتى تكون قادرا على التعامل مع ابنك بشكل صحيح.
  2.  لابد من أن تطلب المساعدة من أحد الأطباء النفسيين المتخصصين، حتى تدرك الحجم الحقيقي للمشكلة للتغلب عليها في أسرع وقت ممكن.
  3. حاول أن تقنع ابنك بحضور العلاج الجماعي داخل مستشفى الأمل لعلاج الإدمان، ويجب أن تحاول إشراك إبنه في الأنشطة الاجتماعية المتنوعة، حتى يشعر ابنك انه ليس وحده من يعاني من هذه المشكلة و ذلك يزيد كثيرا من دافعه للتخلص من الإدمان.
  4. حاول ان تقوم بزيادة التواصل مع ولدك حتى تقوم بإبعاده عن اصدقاء السوء المدمنين على المخدرات، والذين وفروا له البيئة المناسبة لتعاطى المواد المخدرة.

واخيراً وليس أخراً، نشير إلى أن التفاعل الأسري الناجح بين الاب والام والابناء، هو اساس الرعاية الاسرية والتربية السليمة للأبناء، لأنه من خلال هذا التفاعل، يستطيع الآباء والأمهات فهم ادمغة ابنائهم وكيف يفكرون، وما العوائق التي تقلقهم وتحيط بهم، ومن خلال ذلك ايضا يستطيعون التعامل بشكل اصح وفعال جدا، لذلك ينصح الخبراء في علم التربية، بضرورة التفاعل الدائم بين الاب والام والابناء حتى نستطيع ان نبقي ابنائنا وبناتنا بعيدون عن التورط في المشاكل الخطيرة التي تؤثر على صحتهم البدنية والنفسية.

بعض المراهقين يجرب فقط:

الكثير من الشباب والمراهقين يستخدمون المخدرات و يدمنون عليها، و البعض يجرب فقط ولكنه لن يصبح مدمنا عليها،ولكنهم يعانون من عواقب وخيمة أخرى في المستقبل.

تحدث مع ابنك المراهق للوصول الى حل:

تقول إحصائية حديثة، أن المراهقين الذين يتحدث آباؤهم معهم عن تعاطي المخدرات هم أقل عرضة لتجربة تعاطي المخدرات، لذلك تحدث إلى ابنك المراهق اليوم وأخبره عن مخاطر استخدام المخدرات، حتى تستطيع تمكينه من اتخاذ الخيارات الصحيحة حتى يسير في الطريق السليم.

مقالات قد تهمك


لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!

أضف تعليقك

حقول مطلوبة *



×