على مدى السنوات الأخيرة، رصدت الدراسات وجود زيادة كبيرة في استخدام الأدوية المنشطة، مثل الميثيلفينيديت (ريتالين) أو الأمفيتامينات الأملاح المختلطة (اديرال)، وخاصة بين الشباب، تلك العقاقير التي تستخدم لعلاج اضطراب فرط الحركة واضطرابات الانتباه (ADHD)، في حين أن هناك بعض الناس يستخدمون المنشطات دون وصفة طبية اي أنهم يستخدمونها للترفيه فقط، في سبيل تحسين قدرتهم على التحمل والفعالية في العمل أو الدراسة.
في الواقع، يمكن للأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية أن يشعروا بمزيد من اليقظة والنشاط، ولكن هناك بعض الشكوك حول ما إذا كان هؤلاء الأفراد يحسنون في الواقع من الأداء العصبي والحركي لديهم بتعاطي الحبوب المنشطة أم لا، فعندما يتعلق الأمر بالمنشطات، هناك بعض الاحتمالات بأن هذه الأدوية تحدث نوعًا من تأثير الدواء الوهمي للمتعاطين له، حيث انه يجعل الناس يعتقدون أنهم يفكرون بشكل أكثر كفاءة دون أن يفعلوا ذلك في العالم الحقيقي الذي يعيشونه.
ما هي المنشطات والمنبهات؟
تعرف المنشطات بالإنجليزية: Stimulant، والمنشطات هي المواد أو الادوية التي يستخدمها الإنسان بكميات غير اعتيادية، في سبيل زيادة النشاط أو الكفاءة البدنية له، ويفعل الكثير ذلك لزيادة اليقظة أو لتحقيق انجاز في أي مجال يريده الانسان، ويعد اديرال من بين المنشطات الاكثر انتشاراً، وهو اسم العلامة التجارية لمنبه يشمل تكوينه على الأمفيتامين، ويعتقد المتعاطين له أنه يعمل من خلال زيادة كمية إفراز الدوبامين في الدماغ.
كيف تعمل المنشطات؟
تعمل المنشطات على تغيير وظائف الجسم، حيث انها تنشط المخ والجهاز العصبي المركزي، ونتيجة لهذا التأثير تزيد انتباه ويقظة المتعاطي لها، وتعمل على ارتفاع المزاج واليقظة، كما أنها تقلل الشهية أيضا، وقد ثبت استخدام هذه المنشطات في مواطن قليلة كعلاج.
وفي الوقت ذاته يشيع استخدامها بين الرياضيين، الذين يستخدمونها لقدرتها على تحسن قدرة الجسم على التدريب والتنافس ايضا والوصول الى اعلى المستويات، كما أنها تقلل من الشعور بالإجهاد والتعب.
دراسة حديثة عن المنشطات:
حاولت دراسة صدرت في الآونة الأخيرة للنظر في كل من الأداء المعرفي الفعلي والمتصور، وخضع للدراسة مجموعة مكونة من 13 من طلاب الجامعات الأصحاء الذين لم يستوفوا معايير اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى سلسلة من الاختبارات العصبية المعرفية خلال جلستين مختلفتين.
واحدة بعد تناول 30 ملغ من الأدميرال وواحدة بعد تناول الدواء الوهمي، وبعد ذلك تمت مقارنة الاختلافات بين الجلستين، حيث قيمت الاختبارات عدد من أشياء لدى هؤلاء الأفراد، مثل الذاكرة العاملة (باستخدام اختبار تم تضمينه أيضًا في العديد من تقييمات الذكاء)، واللغة، والأداء التنفيذي، وإتقان القراءة، وبالطبع الانتباه.
كانت النتائج بشكل عام سيئة للغاية عندما ارتبط الأمر بالأداء الفعلي لهؤلاء الاشخاص الخاضعين للدراسة، الاداء الفعلي في بعض الامور التي تشمل استرجاع اللغة والقراءة، لم يكن هناك فرق بين الدواء الوهمي والادوية المنشطة، ولكنه ليس من المستغرب، أنه قد تم اكتشاف بعض التحسينات المتعلقة بالانتباه على الأفراد الذين تعاطوا Adderall ، ومع ذلك، أظهرت اختبارات مهام الذاكرة، التي طُلب فيها من الأشخاص أن يتذكروا تسلسل أرقام، نتائج أفضل مع أولئك الذين تعاطوا العلاج الوهمي.
استنتاج العلماء:
بشكل عام، استنتج الخبراء أنه بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من اضطراب ADHD ، فإن تناول Adderall قد يؤدي إلى شعورهم بفرط النشاط واليقظة، ولكن هذا لا يترجم إلى أداء إدراكي او معرفي لدى هؤلاء، الا انه في بعض الأحيان، قد تؤدي المنشطات إلى انخفاض القدرة على التركيز واليقظة.
اضرار المنشطات:
قد اثبتت الابحاث ان للمنشطات أضرار خطيرة على صحة الإنسان، ومنها ما يلي:
- مع الاستمرار على تناول المنشطات لفترة طويلة، من الممكن أن تسبب الإدمان والاعتماد الجسدي والنفسي عليها، كما انها تجعل الانسان يتصور نشاطا زائفا.
- مع كثرة المنشطات، تسبب ضمور في العضلات وضعف في القوة العامة لجسم الانسان.
- تعد المنشطات ايضا مواد مدرة للبول مما يصيب الإنسان في معظم الأحيان بالجفاف.
- فضلا عن ذلك، للمنشطات العديد من الأعراض الجانبية، ومنها بداية ظهور ما يسمى ب حب الشباب.
- من الممكن ان يسبب تعاطي المنشطات او المنبهات بشكل يومي اصابة الانسان بسرطان الكبد.
- تشمل اضرار المنشطات، حدوث ضمور الخصيتين الذي يصيب حوالي نصف المتعاطين للمنشطات، بالاضافة الى إمكانية حدوث ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم.
- اشارت بعض الدراسات إلى أن تناول الرجال للمنشطات قد يؤدي إلى تدني القدرة على الإنجاب لديهم، وذلك يرجع الى انها تعمل على إعاقة إنتاج هرمونات الغدة النخامية التي تعمل على تحفيز الخصية لإنتاج الحيوانات المنوية مما يقلل قدرة الرجل على الإنجاب.
- أما بالنسبة الى السيدات، فقد يؤدي تعاطي المنبهات أو المنشطات بشكل مزمن او دوري الى تقليل حجم الثدى حيث تقل دهون الجسم بشكل غير عادى، بالاضافة الى امكانية زيادة نمو شعر الجسم وحدوث اضطراب في الدورة الشهرية.
- تشير بعض الأبحاث، أن أكثر من 85٪ من المتعاطين للمنشطات قد يتعرضون الى واحد أو أكثر من الاضرار المذكورة.