تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي، الذي عانيت منه لعدة سنوات، كنت أتناول العقاقير الطبية بسبب خوفي الشديد من مقابلات العمل، والشعور بعدم الارتياح والإحراج في التجمعات والأماكن العامة، كنت أجد صعوبة في الاسترخاء وأن أصبح على طبيعتي مع الآخرين، حتى مع أصدقائي الذين أعرفهم منذ سنوات، لذلك أود أن أسرد لكم تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي، وكيف تخلصت منه في 4 خطوات.
بداية تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي
كنت دائماً طفلاً خجول وحساساً، لكنني لم اعرف ما هو الرهاب الاجتماعي، حتى ذهبت إلى رؤية طبيبك النفسي، اعتقدت إنني طفلاً خجولاً، ولم يصبح بإمكاني فعل أي شئ لإصلاحه، لذلك لم أحاول أن أغير طباعي، وتخلت عن نفسي.
عانيت لسنوات في صمت وشعرت بالحرج والخجل الشديد، لإنني لم اخبر احد أو أطلب المساعدة، أو اتجرأ واتناول أدوية الرهاب الاجتماعي.
نشأت في أسرة تعتقد أنه من الضعيف التحدث عن المشاعر، عندما حاولت إخبار الناس، شعرت بأنهم لا يمكنهم فهمي أو ما كنت أعاني منه.
طلب المساعدة
خلال تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي كنت أتصرف كما لو كان كل شئ على ما يرام، فكيف تتوقع أن شخص ما يمكنه مساعدتك؟ ظننت الكثير والكثير أن يبادر أحد بطلب الطبيب النفسي ولكنهم لم يفعلون ذلك.
كيف تغير كل شئ خلال تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي
ذهبت لرؤية الطبيب النفسي والتقيت بمريض كان يعاني من القلق الاجتماعي، وتسامرنا الحديث، واقنعني ان القلق الاجتماعي ليس حكم بالسجن مدى الحياة، ويمكن التخلص منه، وبعد سماع أحاديثه اعتقدت إنني سوف اتغلب على الرهاب الاجتماعي، تغيرت نظرتي للحياة وإلى المرض.
وصف لي الطبيب النفسي أدوية علاج الرهاب الاجتماعي، مع حضور جلسات الدعم النفسي والتأهيل، تعلمت أن أتقبل نفسي بما أنا عليه، تعلمت أن أبحث عن مشاعري الخاصة، وإنه لا أحد مثالي، أي لست بحاجة أن أبحث عن المثالية.
وأن الحرج والخوف والرعشة بحاجة إلى اتخاذ موقف يمكن تخطيها، كما أخبرني الطبيب ان أدوية الرهاب الاجتماعي سوف تقوم بمساعدتي بشكل كبير.
الأدوية التي استخدمتها خلال تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي
أخبرني الطبيب أن أكثر الادوية شيوعا في علاج اضطراب القلق الاجتماعي هي مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، و مثبطات امتصاص السيروتونين والنورابينفرين
وتشمل قائمة العقاقير الطبية الآتية:-
- سيرترالين (زولوفت).
- فينلافاكسين (إيفكسور).
- باروكستين (باكسيل).
حيث تعمل مثبطات امتصاص السيروتونين على رفع مستوى السيروتونين في الدماغ، وذلك لتنظيم المزاج والتخلص من القلق، وكذلك يعمل دواء فينلافاكسين على تنظيم السيروتونين والنورادرينالين، لتنظيم الشعور بالتعب والإجهاد.
وخلال تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي شعرت بالتحسن الشديد، بعد مرور شهر ونصف من تناول الدواء، وأن الأعراض في تحسن مما كنت عليه سابقاً.
مضادات القلق
وهي فئة البنزوديازيبينات التي تعزز عمل الناقل العصبي جاما امينوبوتريك، وإبطاء الجهاز العصبي في الدماغ، وتحسين أعراض القلق.
اهم الاسئلة والاجوبة حول حالات شفيت من الرهاب الاجتماعي
الآثار الجانبية التي تعرضت لها
عند تناول أدوية الرهاب الاجتماعي أخبرني الطبيب بإنني سوف أتعرض لبعض الآثار الجانبية إثر تناول الدواء، ولكنها تحدث كالمعتاد لكافة المرضى ولا تسبب أي مشاكل خطيرة، كما إنها تستمر لمدة أسبوع فقط من تناول الدواء
وتتضمن الآثار الجانبية مايلي:-
- الاضطراب في المعدة.
- القيء والغثيان.
- الإسهال والإمساك.
- الدوخة.
- الصداع.
- زيادة الوزن.
- انخفاض الدافع الجنسي.
- اضطرابات في النوم.
- القلق والتوتر.
لكنني لم أعاني كثيرا من اضطرابات المعدة وجفاف الفم، خاصة في الأيام الأولى كنت أشعر بالتغييرات المزاجية والتوتر، والصداع، ولكن مع مرور الوقت اختفت كافة الأعراض.
هل أدوية الرهاب الاجتماعي تسبب الإدمان من خلال تجربتي معهم؟
خلال تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي ومع تناول أول جرعة، كنت حذر بشكل كبير في الاعتماد عليها أو الوقوع في إدماني، خاصة أن الطبيب الخاص بي أبلغني إنها تسبب الاعتماد النفسي.
وانني لا يمكن زيادة او نقص الجرعات الموصوفة، او التوقف مباشرة عند تناولها، لأنني سوف أواجه أعراض انسحابية مؤلمة.
تجربتي مع ادوية الرهاب الاجتماعي خلال فترة الاستخدام، جعلتني أتناول أكثر من الجرعات الموصوفة، حينما اخبرني أحد المقربين بأنني سوف أحصل على الشفاء سريعاً.
الأعراض الانسحابية التي واجهتها
عندما قررت التوقف عن تناول أدوية الرهاب، انتابني شعور غريب، وهو الرغبة الشديدة في تناول الدواء والبحث عنه بإلحاح وعودة الأرق والقلق، وكانت الأعراض الانسحابية كما يلي:-
- القلق والتوتر الشديد.
- الرعشة.
- الأرق والارتباك.
- الاكتئاب.
- نوبات الهلع.
- التعرق الشديد.
- سرعة نبضات القلب.
تجربتي مع علاج الرهاب الاجتماعي وأهم الخطوات التي قمت بها
وطالما كانت كل هذه الأعراض تنتابني وزادت اعراض الرهاب الاجتماعي، حتى تحدثت مع الطبيب ونصحني باتباع نظام علاجي جيد، اعتمد على ما يلي:
العلاج الدوائي
خضعت إلى تناول العقاقير الطبية التي أدت إلى تحسين المزاج، وجعلت عقلي يهدأ، كما وصف لي الطبيب بعض الأدوية التي استطاعت أن تخلصني من الآلام الجسدية والإرهاق الذي كنت أشعر به.
العلاج النفسي
خلال تجربتي مع أدوية الرهاب الاجتماعي، علمت أن الاعتماد على الادوية فقط، ليس الحل الأمثل، وبالفعل قمت بانتظام في حضور جلسات العلاج السلوكي المعرفي
أو ما يطلق عليه العلاج بالكلام، وهو عبارة عن جلسات علاجية فردية وجماعية، استطعت تعلم كيفية التحكم في مستوى القلق، وكيفية إيقاف الأفكار التي تسبب القلق
والتعامل الجيد مع المحفزات، وقهر الرهاب الاجتماعي والمخاوف، بالإضافة إلى تعلم مواجهة المواقف الاجتماعية والاختلاط بالآخرين دون التفكير في نظرتهم لي.
اليك روشتة التخلص من الخجل الاجتماعى فقط فى 6 خطوات تعرف عليهم الان
من خلال تجربتي هل يمكن علاج الرهاب الاجتماعي بدون ادوية؟
لا يمكن علاج الرهاب الاجتماعي، كما يعتقد البعض، خاصة إنها تعمل على توازن الناقلات العصبية في المخ، وتؤثر على التخلص من التوتر والقلق.
لذلك علاج الرهاب الاجتماعي هو مزيج من العلاج النفسي والدوائي.
كم من الوقت يستغرق علاج الرهاب الاجتماعي؟
لا توجد مدة محددة لعلاج الرهاب الاجتماعي، لأنها تتوقف على شدة الأعراض المرضية التي يعاني منها الشخص.
خاصة أن اضطراب الرهاب الاجتماعي اضطراب نفسي، وله الكثير من حيثيات العلاج وتختلف استجابة كل مريض عن الآخر.
نصائح هامة لك عند استخدام أدوية علاج الرهاب
قد يصبح من المزعج والمخيف أن تعاني من اضطراب قلق اجتماعي ولا تستطيع التعامل مع من حولك، لذلك إذا تم تشخيصك بهذا الاضطراب وتعاني من أعراضه، نوضح لك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها حتى تشعر بالتحسن، بما في ذلك:-
- الحصول على قسط كافٍ من النوم، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- لا تتناول الكحوليات والمخدرات، لإنها تعمل على زيادة الأعراض بشكل ملحوظ.
- حاول أن لا تضاعف الجرعات، أو تقللها من تلقاء نفسك، إلا تحت الإشراف الطبي.
- حاول حضور جلسات العلاج النفسي، والمشاركة مع الآخرين حتى تتعلم الكثير عن اضطرابك، وكيفية التعامل مع المحفزات.
- يمكنك التواصل مع العائلة والاصدقاء والمقربين للحصول على الدعم.
- يمكنك الانضمام إلى مجموعة دعم الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي.
في النهاية .. أدوية القلق الاجتماعي ليست الحل الوحيد للتخلص من الرهاب الاجتماعي، ولكن يمكن اتباع بعض الطرق التي تساعدك في تخفيف الأعراض، والتي تشمل:-
- ممارسة التمارين الرياضية والتي تعمل على تنظيم الدورة الدموية في الجسم.
- تدريب العقل على التوقف عن القلق، من خلال اتباع استراتيجية لكسر القلق حتى تصبح أكثر هدوءا وتوازن.
- يمكنك اتباع العلاج السلوكي المعرفي، والتحكم في مستوى القلق وإيقاف الأفكار التي تسبب القلق وقهر المخاوف.
- ممارسة اليوجا والتأمل هي تدخلات العقل والجسم التي تجعلك تشارك عاطفيا وجسديا، ولها فاعلية في تخفيف القلق، من خلال مراقبة الأفكار والسلوكيات والمشاعر.
اهم الاسئلة يجيب عنها فريق متخصص من مستشفى الامل للطب النفسى وعلاج الادمان
مرض الرهاب الاجتماعي هل هو مرض مزمن؟
الرهاب الاجتماعي حالة عقلية مزمنة، ولكنها ليست خطيرة، لذلك يمكن التعايش معها من خلال تعلم مهارات التأقلم مع الأعراض واتباع قواعد العلاج النفسي التي تساعد على اكتساب الثقة وتحسين القدرة على التفاعل مع الآخرين بشكل جيد.
هل الرهاب الاجتماعي نوع من الاكتئاب؟
الاكتئاب تتسم أعراضه بالحزن المستمر، بينما يشكل الرهاب الاجتماعي، الخوف من الظهور أمام الاشخاص أو التفاعل الاجتماعي، ولكن يعد القلق الاجتماعي أحد أعراض الاكتئاب.
مقالات قد تهمك
الفرق بين الخوف والرهاب والعلاج لكلاً منهما
ما هى العلاقه بين الاكتئاب والرهاب الاجتماعى اليك الاجابة الكاملة
اليك اهم 4 طرق علاج الخوف من الناس واسباب حدوثه تعرف عليهم
الفوبيا وأنواعها وعلاجها والخوف الغير عقلاني وعلاج الرهاب
أينما تجد الأمل … تجد الحياة
شاركنا رأيك: نسعد بالرد على إستفساراتكم فى أى وقت