اكتشفت الدراسات الحديثة ارتباطات حقيقية بين الأداء الأكاديمي للطلاب في المدارس الثانوية ومشاركاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، علاوة على ذلك، كان الأمر مرتبطًا بشكل مماثل مع أعمار هؤلاء الطلاب.
كان الغرض الأساسي من الدراسة، في البداية، هو تهدئة المخاوف التي تدور حول قدرة وسائل التواصل الاجتماعي على التأثير على مهارات القراءة والكتابة والقدرة على التركيز، وقد كشفت الدراسة أن كبار السن من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، هم اكثر الاشخاص المعرضون الى التغيير والتطور في لغتهم وأساليبهم، ومع ذلك، بالنسبة لأي شخص على دراية بتعاليم وأساليب لغته الراقية، فإن الدراسة ليست سوى دراسة احصائية فقط.
التأثير الايجابي لمواقع التواصل الاجتماعي على اللغة:
يشهد العـالَم اليوم مجموعـةً مـن التحوُّلات في شتى المجـالات، ومنها مجال الاتصـالات وتكنولوجيا المعلومات، ولهذا التطور عدد من الايجابيات والسلبيات ايضا، ونتحدث في السطور القليلة القادمة عن تأثير الاندماج فى مواقع التواصل الاجتماعى على اللغة العربية.
لا شك ان لمواقع التواصل الاجتماعي تأثيرٌ مباشـر في اللغة العربية، بالسلب والإيجاب ايضا، فمن الايجابيات ان التكنولوجيا الحديثة وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي قد كان له دور كبير في توفير أدوات وتطبيقاتٍ إلكترونية لتعليم العربية الاصلية الفصيحة، وقد اهتمَّت بالقواعدِ اللُّغوية السليمة، وطُرُق الكتابة الإملائية الصحيحة ايضا، ومن التأثيرات الايجابية ايضا، انه من الممكن ان تساهم كتابة المقالات عبر مواقع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في تطوير مهارات اللغة وتقويتها لدى الكتاب المهرة، الذين وجدوا من هذه المواقع اراضي خصبة لنشر مقالاتهم وافكارهم باستخدام اللغة العربية السليمة والفصحى.
التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي على اللغة:
- لكن لا يمكننا في الوقت ذاته انكار التاثيرالسلبي الذي اصبح سائدا الان، فقد اصبح معظم الناس مهووسين بمواقع التواصل الاجتماعى لما احدثته هذه المواقع من تاثير حقيقي في حياتهم، فقد اصبحت شريكهم في الحياة اليومية، ويجدون صعوبةً في التخلى عنها؛ بسببِ ما وفَّرَتْه لهم من إمكانات ووسائل للتواصل مع العالم من حولهم.
- ومن التأثيرات السلبية الواضحة لمواقع التواصل الاجتماعى، التأثير الواضح في استخدام اللغة العربية، والذي جعل اللغة العربية تتدهور وتختفي بين شباب الجيل الحاضر، وهم أكثر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تلك التغيرات والاختلافات هي السبب في تعزيز وجود الهوة بين الجيل الجديد مِن مستخدمي هذه الوسائل والجيل القديم الذي يتمسك بقواعد وأساليب اللغة العربية الفصحى (لغة الضاد).
- وقد وجد الباحثون في هذا المجال أنَّ العلاقة بين اللغة والإعلام لا تسير دائمًا في مسارٍ صحيح، وذلك يرجع الى انعدام التكافؤِ بينهما؛ لأنَّه في معظم الاحيان تكون مواقع التواصل الاجتماعي هي الطرف الأقوى وذات التاثير الاكبر؛ ولذلك يكون تأثيرُها بالغًا للدرجةِ التي تُضعِف اللغة وتجعلها تضمحل او تختفي بالتدريج، ومن هنا اصبحت اللغة تابعة لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
اللغة كائن حي:
هذا التعبير من اشهر التعبيرات التي يستخدمها علماء اللغة منذ قديم الزمان، حيث يشير الى ان اللغةَ كائنًا حيًّا يعتريه المرض والشيخوخة والموت ايضا، وهذا الكائن الحي ايضا خاضع للتطور والتجدد حسب الظروف والمستجدات.
ومن هنا يجدر بنا التنبيه إلى انحدار اللغة العربية في عصرنا هذا إلى مستويات متدنِّية، بسبب انتشار الكتابة بالعامية والفرانكو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين الشباب على وجه الخصوص، ومن واجبنا هنت الحرص على صحة وسلامة لغة الضاد.
الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي والتأثير السلبي على اللغة:
في الواقع قد اصبح الإقلاع عن فيسبوك او تويتر أصعب من الإقلاع عن التدخين، في حين اشارت احدى الدراسات التي نشرت أخيرا الى أن الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح واقعيا يمثل خطرا أكبر وقوى من الإدمان على الكحول والمخدرات، وذلك يرجع الى الانتشار الواسع لهذه المواقع وقدرتها على توفير إمكانيات التواصل مع الآخرين حول العالم بضغطة زر.
ويسبب الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي عدد من الآثار السلبية، منها ما يلي:
- حب العزلة والوحدة والبعد عن الآخرين.
- الاتجاه الى العيش في عالم افتراضي مليء بالاشياء غير الحقيقية والتخلي عن عالم الواقع بما فيه.
- التخلي عن قواعد المجتمع وتقاليده وابتكار أساليب وقواعد جديدة لمجتمعات أخرى.
- البعد عن أساليب وقواعد اللغة العربية الفصحى وابتكار تحريفات غير مستحبة في كلمات واساليب ومصطلحات اللغة، مما يجعل هؤلاء الشباب الذين يعكفون على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك وتويتر) يرتكبون أخطاء شنيعة في حق اللغة.
- الشعور بالخمول والكسل.
- من الممكن ان يصل بك إدمان مواقع التواصل الاجتماعي إلى الاكتئاب والتوقف عن ممارسة الأنشطة التي تحبها.
إذاً، فما هو الحل؟
فى النهاية، نحب أن نطرح فكرة أن يكون هناك رقابة من قبل علماء اللغة على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت التي تساهم في نشر المقالات التي يكتبها الموهوبون من شبابنا وبناتنا، وذلك في سبيل تصحيح المسار والعودة الى اللغة العربية الفصحى، وحتى تكون هذه المواقع وسيلة حقيقية في تداول اللغة الفصحى وتعليم القراءة والكتابة بالطرق الصحيحة والفصحى وليس العكس.
1 تعليق
شكرا ساعدتموني في دراستي الماستر 2