تعتبر المنشطات الهرمونية جزءً من مجموعة كبيرة من العقاقير المنشطة الإستيرويدية المستخرجة من هرمونات موجودة بشكل طبيعي فى الجسم، وهذه العقاقير هي بشكل أساسي مصنعة من المواد الكيميائية الطبيعية، والمجموعة الرئيسية الأخرى من المنشطات الستيرويدية هى الستيرويدات البشرية، وهى عقاقير لها نطاق واسع جدًا في مجال الاستخدامات الطبية.
وتعمل المنشطات الهرمونية بشكل أساسى من خلال محاكاة هرمون التىستوستىرون، وهو الهرمون المسؤول عن الخصائص الجنسىة، والنمو الجنسى لدى الذكور، وغير ذلك من الوظائف الأساسية للجسم، وهذه المنشطات غير محظورة فى غالبية البلدان حيث يتم استخدامها للأغراض الطبية بوصفة طبية من قبل الأطباء، ولكنها تحظر عادة للاستخدامات خارج هذا النطاق.
نظرا للمخاطر الصحية، التي قد تسببها هذه المنشطات والميزة غير العادلة التي تمنحها المنشطات الهرمونية في المنافسات الرياضية، وألعاب القوى، قامت اللجنة الأوليمبية الدولية بحظرها في عام 1975، وسرعان ما حذت الأجهزة الرياضية الرسمية حذوها، ولكن نظرا لأن اختبارات الكشف عن تعاطي المنشطات الهرمونية كانت بدائيا وقتها الى حد ما، استمر تعاطي هذه المنشطات بين النجوم الرياضيين لسنوات عديدة وكانت هى السبب في نجاحهم. إلى أن أصبحت هذه الاختبارات أكثر تطوراً في يومنا هذا، واصبح الكشف عن تعاطى هذه المنشطات يثير بشكل أفضل، ومع ذلك استمر تعاطيها إلى حد ما بين أوساط الرياضيين الشباب.
هناك منشطات هرمونية متوافرة بشكل مشروع، وأىضًا في السوق السوداء، ومن بين الأنواع الشائعة لهذه المنشطات الناندرولون، والإستانوزوزول، والأوكساندرولون، والتىستوستىرون. وتقوم شركات الأدوية المختلفة بتصنيع هذه المنشطات بمسميات مختلفة، وتشمل الأسماء التجارية، أنادرول، وثير ابولين، وديكا ديورابولين، وبارابولىن، ودىانابول، وينسترول، وتشمل الأسماء الدارجة للمنشطات الهرمونية: جوس (أو العصير لأغراض زيادة الأداء)، وروىدز، وأنابولىكس، وجيم كاندى، وصوص.
أسباب تعاطي المنشطات الهرمونية:
السبب الرئيسى لتعاطي المنشطات الهرمونية من قبل الرياضيين المهنيين، والهواة هو أنها تمكنهم من التدريب الأكثر حيوية وهمة، وتبنى عضلاتهم وتريحهم من عناء التدريب بشكل أسرع.
ولكن استعمال المنشطات الهرمونية لهذه الأغراض له العديد من الآثار العكسىة على صحة المتعاطى وحالته الذهنية، ويشمل ذلك التشوهات الفسيولوجية وزيادة العدوانية في بعض الأحيان.
تاريخ المنشطات الهرمونية:
كان أول مرة يتم فيها تحضير المنشطات الهرمونية فى فترة الثلاثينيات، وذلك بعد سنوات عديدة من الأبحاث التى أجراها علماء دوليون في التحضير التركيب لمختلف أشكال الإستىروىدات واستخداماتها، إلا أن أول مرة يتم فيها التعرف على استخداماتها بغرض زيادة الكفاءة الرياضية، وإمكانية إساءة استعمالها كان في الخمسينيات،عندما كان يتناولها لاعبو رفع الأثقال فى المسابقات الرياضية الأوليمبية.
من الجدير بالذكر أنه كان يتم استخدام المنشطات الهرمونية على مدار العقدين الماضيين أىضًا من قبل لاعبى كمال الأجسام لتحسين أدائهم.
استخدامات المنشطات الهرمونية في مجال الطب:
للمنشطات الهرمونية استخدامات طبية أىضًا، حيث يشمل ذلك لعلاج حالات ضعف العضلات، والتعامل مع حالات نقص الهرمونات، إلا أن بعض الرياضيين، ولاعبي كمال الأجسام، يسيئون استخدامها. لأنهم يتعاطونها لفترات طويلة ودون حدود معلومة.
أشكال وطرق تعاطي المنشطات:
يمكن تعاطي المنشطات الهرمونية على شكل حبوب، أو سائل معد للحقن باستخدام إبرة تحت الجلد، وفى بعض الحالات تتوافر هذه المنشطات ايضاً فى صورة جيل أو كريم موضعي. وتعد طريقة الحقن هى الأكثر خطورة.
آثار الإفراط في تعاطي المنشطات:
- زيادة العدوانية، والعنف، وأىضًا القلق، والبارانويا، وهذا بدوره يمكن أن يسبب ضررًا خطىرًا في العلاقات الاجتماعية.
- نمو الثدي عند الذكور، و انكماش الخصيتين، وتساقط الشعر، والعجز الجنسي، فيما تؤدى إلى خشونة الصوت عند الإناث، ونمو شعر الوجه، وانكماش الصدر، واضطرابات الدورة الشهرية، وزيادة حجم الأعضاء التناسلية.
- بسبب أن الإستىروىدات تحتوى على هرمونات جنسىة، تحدد خصائص الذكورة والأنوثة، فإنها يمكن أن تنشىء تغيرات جسدية غير مرئية فى الجسم. وارتبط تعاطى الإستىروىدات أيضا بالإصابة بارتفاع ضغط الدم، والأزمات القلبية، وضعف الصحة العامة، ولهذه العقاقىر آثار عكسىة على المراهقىن حىث أنها تعوق عمليات النمو الطبيعية.
مخاطر تعاطى المنشطات:
- فى حالة تعاطى المنشطات الهرمونية عن طريق الحقن بالإبر الوريدية، تتمثل هذه المخاطر فى تلف الأوعية الدموية، والخراريج، والعدوى، ويزداد خطر التعرض للإصابة بمرض الإيدز فى حالة استخدام الحقن المشتركة الملوثة.ويمكن أن تؤدى تعاطى الستيرويدات المنشطة إلى الإدمان النفسي.
- يذكر أن بعض الآثار العكسية للمنشطات الهرمونية لا يمكن علاجها، ولا يعود الجسم لحالته الطبيعية في بعض الأحيان حتى بعد التوقف عن التعاطى.
- نؤكد ايضا ان العديد من المنشطات الهرمونية المباعة، وخصوصا تلك التي تباع على الإنترنت تكون مغشوشة، أو مضاف إليها مواد أخرى، مما يزيد من المخاطر المرتبطة بها.
- من الجدير بالذكر هنا أنه يحصل تجار المخدرات في السوق السوداء على إمدادات عديدة من المنشطات الهرمونية هذه عبر العديد من المصادر، فقد يحصلون عليها من الصيدليات بوصفات طبية مزورة أو عن طريق السرقة أو التحايل على القانون وقد يستوردونها من الخارج أيضا بشكل غير قانوني من البلدان الأخرى التي ليس بها قوانين صارمة تحكم تداول المنشطات الهرمونية.
اعراض ادمان المنشطات:
زيادة النمو العضلى..
ليس بالضرورة أن زيادة النمو العضلي يعتبر علامة من علامات تعاطي المنشطات الهرمونية، اى لا يمكن الاعتماد على هذا العرض فقط. حيث أن هذه الزيادة يمكن أن تكون نتيجة جلسات التمارين العنيفة، والمكملات الغذائية المشروعة مثل البروتينات، ولكن الذين يتمرنون بانتظام بهدف بناء كمال الأجسام، يكونون أكثر ميلا لتعاطى الستيرويدات المنشطة أكثر من غيرهم.
تغيرات نفسية..
هي أحد العلامات الشائعة على تعاطى الستيرويدات المنشطة، والسلوكية الملحوظة، فقد يصبح المتعاطي أكثر عدوانية، وعنفًا تجاه أصدقائه، وأحبائه بشكل غير طبيعى.
الإصابة بالبارانويا..
فقد يبدو المتعاطى أىضًا مصابًا، والإثارة الزائدة، وفى بعض الأحيان يتصرف المتعاطى بعنف، وعدوانية، في مواقف غير ملائمة، وبطريقة لا تصح على الإطلاق.
وهناك علامات أخرى ملحوظة على المتعاطى المتكرر للإستىروىدات، وتشمل بثور الوجه أو حب الشباب، وصعوبة التنفس، والعجز الجنسى، والتقلبات المزاجية.
ومن أعراض انسحاب المنشطات، الشعور بالتعب، والاضطراب الانفعالي، والتوتر، والأرق، والاكتئاب الحاد، والذى قد يؤدى فى بعض الحالات إلى الأفكار الانتحارىة أو حتى محاولات الانتحار، وقد يستمر هذا الاكتئاب لعدة أشهر.
علاج الإدمان على المنشطات:
الدعم والإرشاد النفسي مقترنا بالأدوية.
لعل أحد المخاوف الرئيسية التي تواجهك فى علاج الادمان المنشطات الهرمونية، هي حدة ومدى الآثار الانسحابية عند التوقف عن التعاطي، ولذلك فإن أى طبيب ناجح يعمل في مجال علاج الإدمان يتعين عليه التعامل مع هذه الآثار الانسحابية وتخفيفها عن المريض المدمن.