كيف يمكنك التعامل مع ابنك أثناء وبعد علاج الادمان





 

الآباء والأمهات الذين يهتمون بالابن المدمن عند الدخول إلى مركز علاج الادمان للمرة الأولى، قد يهملون التواصل معه بالانقطاع عن الزيارات، الانشغال بالأمور الحياتية، الابتعاد عن الصورة ومتابعة مراحل العلاج، ويتناسون أن المدمن هو إنسان مريض فى الأساس، وفى حاجة ماسة للوقوف معه والمساندة والدعم، وقبلهما المواساة.
يحتاج المريض مع بدء مراحل العلاج إلى اهتمام خاص، ورعاية نفسية، من قبل الأهل بالتوازي مع دخوله مرحلة التشخيص والتقييم لتحديد البرنامج العلاجي المناسب لحالته، فكما للإشراف الطبي دورًا مباشرًا فى تخطي المرحلة المبدئية للبدء فى مراحل العلاج، سواء الأعراض الانسحابية، العلاج النفسي، التأهيل المعرفي السلوكي، أو المتابعة الخارجية، يكون للأسرة دورًا ملموسًا خلال هذه المراحل لا يقل أهمية عن دور الطبيب المختص والفريق الطبي المتابع للحالة.

 

الأعراض الانسحابية والدعم النفسي 

يمر المريض داخل مستشفى علاج الادمان فى بداية خطوات علاج الادمان على المرحلة الرئيسية، والمعروفة بمرحلة أعراض الانسحاب، التى يتعرض فيه المدمن لسحب أو طرد أو إزالة السموم من الجسم، من خلال استخدام برنامج سحب سموم سريع، أو طرد السموم بدون ألم، ويكون لها آثارًا جانبية قد تكون خطيرة فى بعض أنواع المخدرات، ويكون للعلاج الدوائي دورًا فى تخطي تلك المرحلة، للتخفيف من حدة أعراض الانسحاب، وأشهرها مضادات الاكتئاب، وأدوية القلق، ويكون للأسرة دورًا فى تقديم الدعم النفسي للابن/ الابنة أثناء تلك المرحلة للتحفيز على استكمال باقي مراحل العلاج، بعدم التخلي عن الابن، وإقناعه الدائم بالتخلص من آثار المواد المخدرة فى الجسم بلا رجعة.

 

العلاج النفسي والتواصل الدائم

فى مرحلة العلاج النفسي يكون للأسرة دورًا هامًا بتقديم كافة المعلومات عن الابن، وعدم السرية والإفصاح عن كل ما يعانيه لأعضاء الفريق الطبي بالمؤسسة العلاجية، حتى تكون جسرًا للتواصل الدائم داخل البرنامج العلاجي للحالة.

 

إعادة التأهيل للمدمن والمساعدة

إعادة التأهيل النفسي السلوكي، أو المعرفي السلوكي، يعد من أهم مراحل علاج الادمان على المخدرات، فالمجتمعات العلاجية الصغيرة التى تخلقها مراكز علاج الادمان، تحت إشراف طبي متكامل، تشكل نهجًا لتفعيل محاور البرنامج العلاجي، وتتم هذه المرحلة من خلال عمل “جروبات” للمرضى لإعادة تدوير التجارب والأفكار، وتغيير السلوك، والتعرف على الأحداث التى مروا بها خلال فترات تعاطيهم للمخدرات، وكيف غيرت المخدرات حياتهم للأسوأ، وفلترة تلك التجارب، والخروج بها بتجارب عملية جديدة تساعد هؤلاء المرضى فى التعامل مع المجتمع الكبير بصورة طبيعية، وفى طريق أكثر وضوحًا بعيدًا عن الادمان والمخدرات، ويكمن دور الأسرة فى تعظيم قيمة هذه المرحلة بالدعم المادي، النفسي، والعائلي لـ”الابن/الابنة”. 

 

المتابعة اللاحقة وتجنب الانتكاسة

بعد تخطي مراحل العلاج، والنقاهة، والتعافي، قد يظن الأهل أن الابن المتعافي يعيش فى أمان الآن، ولا يحتاج إلى متابعة ورعاية من نوع خاص، وتكمن خطورة المرحلة التى تعقب التعافي والخروج إلى المجتمع للتفاعل معه من جديد فى عودة الابن للبيئة التى تسببت فى تعاطيه للمواد المخدرة أو الكحول، كذلك ظهور أصدقاء السوء مرة أخرى فى حياته، ورغبته فى تجربة أنواع جديدة من المخدرات، ويسمى ذلك الانتكاسة.
ولتجنب الانتكاسة لابد من الأسرة أن تشمل الابن/ الابنة بالتواصل الدائم، وشغل وقته بأمور عائلية ذات فاعلية، ومنحه الثقة فى نفسه، ومتابعة علاجه من خلال العيادات الخارجية التى تمنح للمتعافي وأسرته طرقًا أكثر سهولة لعدم تكرار التجربة المريرة مع الابن، وعودته لطريق تعاطي المخدرات من جديد.

 


لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!

أضف تعليقك

حقول مطلوبة *



×