مفهوم الارشاد الزواجي:
إن العلاقات التى تتمتع بطابع طويل الأمد، مثل العلاقات الزوجية تضع شريكى الحياة فى مرمى الصراع في الحياة اليومية، ذلك الصراع الذى تفرضه عليهما تغيرات ومتاعب الحياة المستمرة، وهذا هو ما اتفق عليه المهتمين في البحث عن هذه الأمور.
فبعد انتهاء شهر العسل يبدأ الزوجين فى اتخاذ قرارات تتعلق بطريقة العيش وإدارة البيت الذى جمعهما تحت سقف واحد، مثل من الذى سيقوم بأعمال المنزل، وأى نوع من الوجبات ينبغى إعدادها…الخ، وكلها نقاط صراع ينبغى مواجهتها بشكل مُرضي لكلا الطرفين.
وتتفق الآراء على أن كيفية مواجهة هذه الصراعات هى التى تحدد نوعية العلاقة الزوجية ومدى استمرارها فيما بعد.
من هنا يمكن تعريف الارشاد الزواجى، حيث أنه عملية مساعدة الفرد في اختيار زوجة، والاستعداد للحياة الزوجية، والدخول فيها، والاستقرار والسعادة، وتحقيق التوافق الزواجى، وحل ما قد يطرأ من مشكلات زوجية، قبل الزواج وأثناءه وبعده.
المشكلات التي يستهدفها الإرشاد الزواجى:
-
مشكلات ما قبل الزواج مثل:
النظرة الأولى، واختيار شريكة الحياة أو شريك الحياة، والمستوى الثقافى والاجتماعى والاقتصادى.
-
مشكلات أثناء الزواج مثل:
الُبعد العاطفي، العلاقة الجنسية، والممارسات السلوكية غير السليمة، اضطراب الفتور الجنسى، وتنظيم الحمل و النسل والإنجاب.
-
مشكلات ما بعد انتهاء العلاقة الزوجية مثل:
الطلاق والترمل.. وحرمان الأطفال من والديهما.
أثار غياب الإرشاد الأسرى على العلاقة الزوجية:
ينشأ التدهور في العلاقة الزوجية نتيجة تراكم الصراعات التي لم يتم حلها، فتحدث مشكلات فى التواصل بين الزوجين، أو يتم فقدان التواصل تمامًا (و هو ما يعرف بالخرس الزوجي)، وقد تتفاقم المشكلات بسبب إنكارها، أو إلقاء اللوم من قِبَل الزوجين ، يلقي كلا منهما باللوم على الآخر حتى يحدث الطلاق.
ومن هنا تأتي أهمية الإرشاد الزوجي وخاصة لأولئك المتزوجون حديثا والذين لا يجدون من يرشدهم وينصحهم بكيفية التعامل مع المشكلات التي تطرأ على حياتهم اليومية.
أهداف الإرشاد الزواجى:
- تقوية العلاقة الزوجية بين الزوجين.
- فهم كل من الطرفين لاخر.
- مساعدة الزوجين في معرفة الخلل فى الحياة الزوجية لهما.. ومحاولة حل المشكلات فيما بينهما.
- مساعدة الأزواج فى إيجاد حل أفضل من الطلاق والانفصال.
فوائد الإرشاد الزواجى:
- مساعدة الأفراد فى الاختيار الصحيح.. والشخص المناسب للزواج.
- تحمل الفرد قراره.. وهو أصعب قرار يختاره الإنسان فى حياته.
- مساعدة الفرد فى نجاح عش الزوجية.
- مراعاة الفروق الثقافية فى الاختيار، واقتراح عدد من الأمور المناسبة التي يحتاج كل فرد إلى توافرها في الأخر حتى تكون العلاقة الزوجية علاقة ناجحة ومميزة.
والان لنأتى الى السؤال الاهم …
أساليب التدخل في الإرشاد الزواجي
تشمل أساليب التدخل في الإرشاد الزواجي بعض الأساسيات أهمها:
-
تنمية مهارات التواصل والتفاعل
يقوم المرشد بتعليم الأزواج مهارات التواصل، وكيفية تبادل الأفكار والمشاعر دون أي مشكلة، وتدريبهم على الإنصات، ليفهم كل منهما الآخر بطريقة صحيحة.
تساعد مهارات الاتصال في إتاحة قنوات مفتوحة بين أفراد الأسرة للتفاهم وتبادل الأفكار والمعتقدات، مما يقلل من المشكلات، وينمي المشاعر والسلوكيات الإيجابية.
-
الحوار
يتعلم أفراد الأسرة خلال هذه الخطوة أساسيات الحوار الناجح، وهو ما يساعد على استثارة الفكر، وطرح موضوعات للمناقشة، مما يساعد على إعادة بناء الهيكل المعرفي لهم، وتصحيح الأفكار الخاطئة، إضافة إلى تقوية التواصل بين الأهل، وتحليل الأفكار بطريقة صحيحة.
-
حل المشكلات
يجب أن يقوم المرشد الأسري بتدريب الأزواج على كيفية حل المشكلات بطريقة صحيحة، مع إتاحة بدائل جيدة تحقق الموازنة للجميع، وتساعد على تجاوز المعوقات التي تواجه الأسرة.
-
الدعم الإيجابي
يجب تقديم دعم إيجابي سواء اجتماعي أو مادي او معنوي للفرد الذي يحتاج إلى المساعدة والدعم كي يجتاز الصعوبات التي يمر بها، وتقويم سلوكياته السلبية.
-
القدوة الحسنة
تتمثل هذه الخطوة في تعليم فرد معين بالأسرة سلوكيات محددة اقتداءً بشخص آخر يمثل قدوة حسنة له، مع توجيهه نحو الطرق الصحيحة للتعامل مع كافة الظروف والمشكلات.
-
المهمات المنزلية
تساعد هذه الخطوة على توجيه أفراد الأسرة نحو الإلتزام ببعض المهمات والواجبات المنزلية التي تنمي لديهم الإحساس بالمسؤولية، وتساعد على تغيير سلوكياتهم، وتعلمهم كيفية التفكير، وبناء علاقات متقاربة في إطار التعاون المشترك وتقليل المسافات والحواجز.
-
الجلسات الجماعية
تجمع هذه الجلسات بين عدة أسر، وهو ما يساعد على الاستفادة من الخبرات الأسرية المختلفة، مما يقلل من التوتر والقلق، وتلعب هذه الخطوة دورًا هامًا في التغلب على المشكلات المختلفة.
ما أهمية جلسات الإرشاد الزواجي؟
تتمثل أهمية جلسات الإرشاد الزواجي فيما يلي:
- التخلص من الملل
يشعر الأزواج من بعضهما البعض في حال التفكير في كيفية قضاء حياة بأكملها في نفس الروتين برفقة نفس الشخص، لذلك يساعد الإرشاد الزواجي على كسر الملل والروتين، والشعور بالمرح، من خلال اقتراح بعض الأنشطة مثل السفر إلى الخارج، أو إعداد المفاجأت والهدايا.
- تنمية الثقة
المحور الأساسي لنجاح علاقة أي زوجين هو الثقة المتبادلة، لذلك يساعد تحفيز الثقة على السيطرة على ردود الأفعال، وتجنب الكذب، إضافة إلى احترام كل طرف لحدوده مع الآخر، وتجنب الشك.
- زيادة الوعي
يساعد الإرشاد الزواجي على زيادة الوعي، وتقوية العلاقة بين الزوجين، إضافة إلى تحديد أوقات وآليات النقاش، والتركيز على حل المشكلات.
أينما تجد الأمل … تجد الحياة
شاركنا رأيك: نسعد بالرد على إستفساراتكم فى أى وقت