قائمة الادمان طويلة ولم تنتهي بعد، العالم الخاص بالادمان مليء بالعجائب والمحاذير، ادمان أو جنون أو هوس التسوق، نوع خطير من الادمان، يتخفى تحت مظلة العادات الشرائية، وبرغم عدم عزوف الأشخاص الذين وقعوا فى فخ هذا النوع من الادمان عن اقتناء الأشياء دون حاجة أو الإفراط فى التسوق والشراء بلا هدف..
إلا أن هوس التسوق، يُعد من العادات التى قد تصيب الإنسان بمخاطر عديدة، منها الاضطراب النفسى مثل الاكتئاب و القلق والخوف، كذلك قد يسبب لك مشاكل اجتماعية تتلخص فى تدمير حياتك الأسرية دون أن تشعُر، والسبب عدم إدراك السلوك الذى يؤدى بك إلى الكذب أحيانًا، والشعور بأنك تحصل على أشياء ممنوعة أو تختلسها أحيانًا أخرى، والهروب من حل المشكلات، والبحث عن إرضاء نفسك بالشعور بالنشوة والسعادة الزائفة من عملية الشراء المرضي، لكنك فى الواقع تؤذى المحيطين بك.
ما هو ادمان التسوق؟
فى ثقافة الطب النفسى يُشار إلى هذا النوع من الادمان على أنه اضطراب الشراء المدفوع إليه الإنسان، والرجال والنساء يعانون من هذا الاضطراب بنسب قد تكون شبه متساوية، لكن الحقيقة الواضحة هنا أن النساء يمثلن قوة شرائية هائلة.
ويعنى ادمان التسوق فرط الشراء من أجل الهروب أو “إزاحة” مشكلة عن طريقي، والخوف من مواجهة تلك المشكلة وحلها، وهناك فارق بين العادات الشرائية، وهوس الشراء.
أشكال التسوق:
1. العادات الشرائية
العادات الشرائية اليومية أو الدورية تكون بصورة نمطية، ويفعلها الشخص بشكل إرادي بحسب حاجاته للشراء، وهنا تحركه القوة الشرائية، أو الاستهلاك، وتكون رغبته فى اقتناء الأشياء بحسب حاجته لها، وليس بالإجبار، لكن بحكم العادة.
2. هوس التسوق
هوس أو جنون التسوق، يُصنف تحت اضطراب الشراء المرضي، والذي يُدخل صاحبه فى دائرة من التوتر النفسى والعصبي، حتى يقوم بشراء أحد الأشياء، حتى وإن كان ليس بحاجة لاقتنائها، وينتابه شعور بالندم عقب عملية الشراء مباشرة.
النساء يقُمن بشراء الملابس وأدوات التجميل، والرجال يقومون باقتناء الكتب والأجهزة الإلكترونية، ونستطيع هنا أن نشير إلى أن مدمن التسوق يضر نفسه ومن حوله دون سابق إنذار، من خلال فقد وظيفته، تدمير قدراته المالية، تأثيره على العلاقات الاجتماعية خاصة العلاقات العائلية، وهدم بناء الأسرة.
معنى مصطلح ادمان التسوق:
ادمان التسوق يُنسب إلى المصطلح العلمي المكتوب باللغة الإنجليزية Oniosmania، وهو مشتق من كلمتين الأولى Onios وتعنى للبيع، والثانية Mania وتعنى هوس أو جنون.
أعراض ادمان التسوق:
ترجع أعراض ادمان التسوق إلى اضطراب الشراء الادمانى، وهو يقع ضمن سلسلة الاضطرابات السلوكية.. ويتمثل فى:.
1. رغبة عارمة وحب الذهاب للمحال التجارية للتسوق وشراء الأشياء.
2. إحساس بمتعة ونشوة خاصة أثناء التسوق والشراء.
3. يتملك الشخص شعور بالندم بعد الانتهاء من الشراء، ويفقد رغبته فى التسوق.
4. الكذب على الأصدقاء وأفراد العائلة عند الإفراط فى اقتناء الأشياء.
أسباب ادمان التسوق:
1. الشعور بالحرمان يأتي على رأس سلوك الشراء اللاإرادي، أو ما يسمى ادمان التسوق، حيث يتم إشباع هذا الشعور بعملية الشراء.
2. كما توجد أسباب نفسية أخرى، منها عدم القدرة على التكيف مع المواقف الصعبة، مثل الوحدة، الغضب، القلق، أو الهروب من مشكلة ما، حينها يتم اللجوء إلى فعل الشراء اللاإرادي، وهذا يُعطى للشخص إحساسًا بأنه يمتلك خيوط السيطرة من جديد.
3. حاجة الشخص إلى ما يبعده عن التفكير فى الأمور التى تسبب له الضيق.
4. الرغبة فى البحث عن المخاطر من وجهة نظر الشخص نفسه، من خلال فرط الإنفاق.
5. الحاجة إلى الإحساس بالمشاركة الفعالة فى أنشطة المجتمع، وعدم الشعور بالعزلة الاجتماعية.
6. لا توجد أسباب جينية حتى الآن تؤدى إلى ادمان الشخص للشراء والتسوق.
آثار ادمان التسوق:
ترجع آثار ادمان التسوق ببعض السلوكيات والمشاعر التى ترتبط بفعل الشراء المرضي.. والتى نذكُر منها:.
1. نشاط وحيوية الشخص برغم القلق أثناء عملية الشراء.
2. الإحساس بالندم عند الخروج للتسوق.
3. الشراء بغرض الإنفاق فقط.. وليس لغرض الاحتياج.
4. انشغال الشخص بشكل دائم بكروت الائتمان.. والعروض.. وكافة الوسائل التى تُسهل عليه عملية الشراء والتسوق فى أي وقت.
5. تعرض العائلة إلى أزمات مالية فى أي وقت.. بسبب عادات الإنفاق التى تخرج عن نطاق السيطرة.
الجمعة البيضاء:
من أشهر العروض التسويقية عبر الانترنت التى يتسابق عليها الناس، ما يعرف بالجمعة بالبيضاء فى الوطن العربي، على غرار الجمعة السوداء بأوروبا وأمريكا، والتي تصل فيه العروض التسويقية لجميع السلع والمنتجات، إلى أكثر من 50%، وتعد مثل هذه الفعاليات أحد أبرز الدلائل على أن انتشار ادمان التسوق أو هوس الشراء تخطى كونه عادة أو فرصة للحصول على هاتف محمول أو لاب توب أو أي منتج له علاقة بالتكنولوجيا، أو داخل العروض الموجودة، على هذه المواقع الشهيرة.
ادمان التسوق والاكتئاب:
أثبتت بعض الدراسات الإحصائية، أن هناك علاقة وطيدة بين هوس الشراء والاكتئاب، خاصة بين 30% من النساء اللواتي يدمن التسوق، كما كشفت دراسات أن نسبة النساء المهووسين بالشراء قد تصل إلى 90%، أما الرجال فينظرون إلى التسوق على أنه روتين لشراء سلع معينة بقصد استخدامها فى الحياة العادية، وهم أكثر مللاً من النساء فى التسوق.
وعلى النقيض يرى خبراء الصحة النفسية أن الرجال أيضًا معرضين لادمان التسوق، وقد يكون بينهما فارق بنسبة لا تتجاوز 20%، وكلاهما تجمعهما ضغوط الحياة النفسية والاجتماعية.
ادمان التسوق والأمراض النفسية:
أثبتت الدراسات أن هناك ارتباطًا بين ادمان التسوق أو هوس الشراء وبعض الأمراض النفسية، ومنها الاضطرابات بشكل عام، وعلى رأسها اضطراب القلق العام، التوتر، كذلك اضطرابات الاكل، ويكون المدمن على التسوق أكثر عُرضة للإصابة بالوسواس القهري بنسبة قد تصل إلى 20%.
كيفية التخلص من ادمان التسوق:
الإرادة هى مفتاح التخلص من الرغبة الدائمة فى التسوق وشراء المنتجات غير الهامة، ولكي تتمكن من توفير المال والوقت، والحفاظ على الأشخاص الموجودين بحياتك.. عليك بالحرص على الآتي:.
1. المواجهة تحسم هذا الأمر، والحرص على التدخل المبكر لعلاج مشكلة ادمان التسوق.
2. منع أو إزالة العوامل والوسائل التى تؤدى إلى هذا الادمان، فى مقدمتها الموارد المالية، والرقابة من طرف محايد.
3. تحديد محفزات جديدة، وتنمية عادات صحية أخرى بديلة من باب الطب النفسى.
4. الاستماع إلى نصائح المحيطين بك.
5. توجد علاجات نفسية، كذلك عقاقير تخفف من حدة الاكتئاب والقلق.
6. ابتعد تمامًا عن الشراء ببطاقات الائتمان، وحاول أن تشترى نقدًا.
7. لا تشترى منتج موجود لديك أو اقتنيته من قبل مرة أخرى.
8. لا تتسوق إلا للضرورة، ولا تشترى إلا لحاجة، ولا تفرط فى الإنفاق إلا فى رفاهية.
9. العروض والإعلانات البارزة عن المنتجات، قد تكون بابًا للبذخ والإنفاق بلا داع، فحاول ألا تقع فى فخ الشراء رغم عدم الحاجة لهذا المنتج.
الاستعانة بمتخصص:
من السهل أن تصبح مدمنًا على التسوق، وتصاب بهوس الشراء، ولكن من الصعب جدًا الشفاء دون إتباع الخطوات السابق ذكرها، لكن هناك حالات يزداد معها الأمر سوءًا، وتحتاج إلى تشخيص متخصص، ليجري مقابلة مع الحالة، ويتعرف على التاريخ المرضي، الذي يساعد فى تسهيل مهمة العلاج، وإن كانت ليست بالفترة القصيرة، لأننا نتعامل مع شخص مدمن فى المقام الأول، وليس شرطًا أن يكون ارتباطه بالادمان بنوع معين من أنواع المخدرات أو الكحول، فالادمان على التسويق يصحبه أمراض بالجملة، بعضها قد يكون مزمنًا.