برنامج التشخيص المزدوج





 

كان لمستشفى الأمل للطب النفسي الريادة فى افتتاح أول مركز متخصص للاضطرابات النفسية والتشخيص المزدوج، ولأول مرة فى مصر والشرق الأوسط، ويقوم على فكرة المجتمعات العلاجية التى تخلق البيئة النفسية، ومن ثم تساعد الشخص على التغير والتفاعل السلوكي الاجتماعي فى بيئة علاجية، ومجتمع علاجي قائم على إعادة التأهيل النفسي السلوكي للشخص، باستخدام برامج العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج الجمعي، وبرامج الأنثى عشر خطوة للتشخيص المزدوج، وهو برنامج لأول مرة يطبق فى العالم العربي، وقد حقق نتائج مذهلة فى مساعدة الأشخاص على التعرف بشكل فعال على طبيعة المرض، وكيفية التعامل معه بجانب العلاجات الدوائية.

إن مفهوم التشخيص المزدوج، هو مصطلح طبي، يشير إلى وجود كل من اضطراب التعاطي أو الادمان، وأيضًا اضطراب فى الحالة الصحية والعقلية، يكون من الصعوبة بمكان تشخيصهما، ومن ثم قد تسوء الحالة، ويقود الشخص إلى الانتكاسة من خلال العودة إلى تعاطي الخمر، أو المخدرات، أو ازدياد سوء وحدة أعراض الاضطراب النفسي.

ويقول الدكتور أحمد المسيري استشاري الطب النفسي وعلاج الادمان عضو الكلية الملكية للأطباء النفسيين، أن التشخيص المزدوج هو وجود “مرضين مع بعض”، والمقصود به وجود مرض نفسي مع وجود مرض نتيجة سوء استخدام العقاقير النفسية أو المخدرات، ووجودهما معًا يسببان عائقًا كبيرًا جدًا، ولكن قبل الخوض فى التفسير والسرد، هناك تساؤل محير هل الادمان يصنع المرض النفسي، أم المرض النفسي يظهر قبل الادمان؟، وفى كلتا الحالتين فنحن أمام مرضين عُضال لابد من علاجهما.

والتشخيص المزدوج هو مرض مرتبط بالعديد من المخدرات أشهرها الحشيش، الكوكايين، وهناك أمراض الذهان، منها ذهان الشك، والبارانويا، وكثير منها يظهر مع سوء استخدام الكحوليات والخمور، كما تظهر أمراض نفسية أخرى، منها الاكتئاب، التوتر، الوسواس قهري، اضطراب ما بعد الصدمة.
كما يكون الشخص المُصاب بالتشخيص المزدوج على موعد مع أمراض المزاج، مثل الاضطراب الوجداني ثنائي القطب الذى يكون فيه المريض تارة مكتئب، وتارة أخرى لديه هوس.

فالكثير من مرضى التشخيص المزدوج لديه صعوبات لإدراك الواقع، من حيث اختبار الهلاوس، سواء كان ذلك من سماع أصوات أو الرؤية، والبعض الأخر يشعر بازدياد الطاقة، ونختبر تغير فى طريقة التفكير وإصدار الأحكام، وفى بعض الأحيان تصبح أفكارنا متسارعة، وخارج السيطرة.
والبعض الأخر يشعر بالدونية، ونقص الطاقة، وفقدان الاستمتاع بالحياة، والتوقعات القاتمة، وربما يحصل تغير فى أنماط النوم والشهية، وربما تتولد لدينا الرغبة فى الانتحار، وربما تكون لدينا صعوبات فى التفكير والتركيز.

ويكون لدى البعض الأخر اندفاعات من القلق الجامح، والذي يشمل ضربات القلب السريعة، وضيق فى التنفس، والشعور بالإغماء، وتزداد المشكلات والصعوبات نتاج هذا الاضطراب وهم يحاولون الاستجابة لحماية أنفسهم من خلال طرق غير صحية.

لا يوجد فى الحقيقة سبب واضح، أو ارتباط واضح بين ادمان المخدرات، أو الكحول، وبين ظهور الأمراض النفسية العقلية بهذه الصورة، لكن بالتأكيد هو يساعد كثيرًا على ظهور هذه الأمراض الكثير من مرضى التشخيص المزدوج تظهر عليهم علامات ثابتة ومحددة، ويكونون أكثر صعوبة فى العلاج، وأكثر مقاومة من هؤلاء الذين يعانون من اضطراب واحد فقط.
وهناك الاضطرابات الجنسية التى تنشأ نتيجة تعاطي المخدرات، خاصة الترامادول، كذلك الاضطرابات الصراعية التى تحدث نتيجة تعاطي المخدرات، منها الترامادول، الامفيتامين، وتعرض المريض للتشخيص المزدوج.

 

تجربة علاجية رائدة:

وقد بدأ العمل فى هذا البرنامج العلاجي منذ ديسمبر 2013، وهذه التجربة العلاجية الرائدة فى العالم العربي تعتمد على برنامج الـ12 خطوة الأبرز نجاحًا فى علاج اضطرابات الاعتماد على الكحول، والمواد المخدرة، وطيلة الخمس عشر سنة الماضية، ضمن برامج الأنثى عشرة خطوة، تبين أن نسبة كبيرة من المرضى لم يحققوا نتائج علاجية دالة على الرغم من تكرار التجربة العلاجية لأكثر من مرة، ومن خلال الملاحظة الإكلينيكية، تبين أن هؤلاء المرضى يعانون صعوبات التدرج ضمن البرنامج العلاجي، مع باقي المرضى الذين يعانون من ادمان المخدرات، وذلك نتيجة وجود اضطرابات نفسية مصاحبة لاضطراب الادمان، مثل اضطراب الاكتئاب ثنائي القطب، أو أعراض ذهانية، نتاج تاريخ من تعاطي المخدرات، وخاصة تلك المخدرات التى تسبب مثل هذه المشاكل، والتي انتشرت كثيرًا فى الفترة الأخيرة، مثل الكبتاجون وغيره، أو هذاءات العظمة، والاضطهاد، أو اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة، وتتمثل المشكلات فى التركيز على أعراض أحد الاضطرابات، وترك الآخر، والبرنامج العلاجي الحالي يقوم بالتركيز العلاجي على الاضطرابيين بشكل متوازي.

 

علاج التشخيص المزدوج:

علاج المريض المُصاب بالتشخيص المزدوج، لابد أن يكون تحت إشراف طبي كامل، ويتم علاج أعراض الانسحاب داخل مركز علاج ادمان متخصص وليس فى المنزل، ولابد من علاج المرض النفسي والادمان معًا، لأن علاج أحدهما على حساب الآخر سيتسبب فى انتكاسة للمريض، وهنا يتعرض المريض لبرامج منع الانتكاسة، ثم إعادة التأهيل النفسي والسلوكي، حتى يتم التخلص بصورة نهائية من مرض التشخيص المزدوج.
 
تقوم الخطوط العامة للبرنامج العلاجي فى مركز التشخيص المزدوج على مرحلتين أساسيتين:
هناك مرحلة تستهدف الخلل العقلي فى ما قبل المدركات Metacognition phase، وهذه المرحلة تعتمد على ضبط العلاج الدوائي، والتنشيط السلوكي، ومراقبة الأعراض السلبية والايجابية لدى العميل، وبعد ضبط عمليات ما قبل المعرفية، يتم اختبار الحالة العقلية للعميل وفق اختبار الحالة العقلية Mental state examination، والتي تتضمن اختبار قبلي، وأثناء المرحلة العلاجية

 

اضطرابات عقلية:

وعند الانتقال إلى المرحلة العلاجية الثانية، وهذه المرحلة تشمل تفاصيل تختلف باختلاف الاضطراب، سواء كانت اضطراب صحة عقلية، أو اضطراب صحة عقلية مع الاعتماد على المواد المؤثرة عقليًا، أو الاضطراب الناتج عن إساءة استخدام المواد المؤثرة عقليًا أو الكحول.

 

العلاج النفسي:

مرحلة العلاج النفسي المصاحب للعلاج الدوائي، يستهدف المدركات Cognitive stage، وهذه المرحلة تستمر لفترة أطول، لأنها تستهدف إعادة تأهيل العميل وفق برامج علاجية معتمدة، مثل العلاج المعرفي السلوكي الجمعي والفردي، والمجموعات العلاجية المختلفة، وبرنامج الـ12 خطوة للتعافي من الاضطرابات المزدوجة.
وهذه المرحلة تساعد المريض على تقبل الحالة الراهنة، وتركيز جهده على الاستبصار بالمشكلات التى تعيقه على مواصلة حياته اليومية بشكل سلس، بسبب أعراض المرض، ومن ثم قبول المساعدة المتخصصة من الأطباء والمعالجين الإكلينيكيين، والمشورة من المختصين فى علاج اضطرابات الاعتماد على المواد المؤثرة عقليًا، وكذلك تنمية مهارات العميل للوصول إلى مغالية أعراض المرض.

 

التواصل مع مستشفى الامل:

يمكنك التواصل معنا عبر الخط الساخن، على مدار 7 أيام أسبوعيًا وخلال الـ24 ساعة يوميًا، فنحن لا نتخلى عن عملائنا حتى لو تخلوا هم عن أنفسهم، ونسعى لتقديم كافة الخدمات فى مجال الطب النفسي وعلاج الادمان من خلال فريق طبي وإداري على أعلى مستوى، ونقدم أفضل البرامج العلاجية، ولدينا عيادات للمتابعة الخارجية، والإرشاد الأسري، ووحدة للتحاليل الخاصة بالمخدرات.


4 تعليق

أضف تعليقك

حقول مطلوبة *



×