ربما تكون قد سمعت منذ فترة عن الحادثة الشهيرة التي سقط فيها تلاميذ من المرحلة الثانوية على خشبة المسرح.
وذلك أثناء أدائهم لأحد العروض المسرحية والغنائية على خشبة المسرح وكان التوقع في بداية الأمر من كثرة الإرهاق الواقع على الشباب لإنجاح العرض ولكن كانت الصدمة حيث تم اكتشاف أن هؤلاء الشباب كانوا يتعاطون مخدر الحشيش قبل صعودهم على خشبة المسرح مباشرة.
ولاشك أن انتشار المخدرات في الوطن العربي بين طلاب المدارس يمثل ظاهرة مخيفة ومرعبة فكيف يمكن لمجموعة من الطلاب من المفترض أن يذهبوا إلي أماكن تعلم العلم ليتعلموا الأخلاق والمعرفة أن يقبلوا على شراء مثل هذه المواد المخدرة.
بالتأكيد إنها فاجعة تخترق قلب وطننا العربي، وفى هذه المقالة سوف نحاول أن نوضح الحقيقة الكاملة والعلاقة التي تربط بين المخدرات وأماكن تلقى العلم سواء كانت هذه الأماكن هي المدارس أو الجامعات.
ولا شك أن النسب الكبيرة لانتشار المخدرات بين طلاب المدارس تقع في المرحلة الثانوية، وسط مجموعة من الاستفسارات والاستفهامات لما يدور داخل مدارسنا.
ولذلك كان من وزارة التربية والتعليم أن تقوم بتكثيف الحملات بالتعاون مع الوزارات المعنية والهيئات العلاجية
مؤشرات وأرقام بين المخدرات والمدارس في مصر:
كشفت الأرقام التي أعلن عنها صندوق مكافحة الإدمان أن نسبة تعاطي الطلاب بالمدارس في ارتفاع متزايد.
وأوضح أن نسبة التدخين وصلت بين شباب التعليم الثانوي والفني إلي أكثر من 12%، فضلا عن أن نسبة تعاطيهم قد وصلت إلى أكثر من 7%.
إلا أن الشيء الملفت للانتباه إلي أن نسبة انتشار الكحوليات قد تخطت نسبة 8% وهي نسبة لم تكن موجودة من قبل.
أما عن المحافظات التي ينتشر فيها هذه الظاهر فقد احتلت محافظة الجيزة أكثر المحافظات في تدخين المخدرات ثم تلتها بعد ذلك محافظة قنا، وذلك لكثرة تجارة المخدرات في هذه المحافظة والجدير بالذكر أن هناك أكثر من 73% من طلاب التعليم الفني والثانوي يقومون بأنفسهم بشراء هذه المخدرات والسجائر، رغم وجود قوانين تمنع مثل هؤلاء المراهقين بشراء هذه الممنوعات.
أما من حيث مخدر الحشيش فقد احتل نسبة الصادرة بين قائمة الممنوعات التي يقبل الطلاب على شرائها وذلك بنسبة 58.9% وكانت الصدمة البالغة أن ثاني المخدرات التي تأتى بعد الحشيش هو مخدر البانجو، أما الترامادول فإنه يأتي في التصنيف الثالث بين قائمة المخدرات التي تنتشر بين طلاب مصر.
سائقي الاتوبيسات في مصر يتعاطون المخدرات:
الجدير بالذكر أن هناك العديد من حالات الحوادث التي يكون سببها سائقي الأتوبيسات التي تقل الطلاب فقد وجد أن هناك نسبة كبيرة من هؤلاء السائقين الذين يتعاطون تلك المواد المخدرة ووصلت نسبة هؤلاء السائقين إلى أكثر من 12% من إجمالي السائقين.
أما في عام 2015 فقد وصلت هذه النسبة إلى 3% تقريبا.
أرقام المخدرات بين طلاب المدارس والجامعات في لبنان:
أما عن أرقام المخدرات في لبنان فحدث ولا حرج، فقي عام 2015 تم ضبط أكثر من 15 مليون حبة كبتاجون.
أما بالنسبة لانتشار المواد المخدرة بين الجنسين، فقد أشارت التقارير والأبحاث أن نسبة الذين يتعاطون المخدرات في لبنان هي 80% رجال، 20% إناث ومنها نجد أن هذه المخدرات قد أصبحت تغزو هذا المجتمع بكل طبقاته وآفاته وطوائفه.
وفي أحدث الدراسات التي أجريت على تجارة المخدرات في لبنان وجدوا ان طلاب المدارس يقومون بتدخين الحشيش بنسبة 39%، أما الهيروين فهو بنسبة 30%، و الكوكايين بنسبة 18%، والحبوب المخدرة بنسبة 13%.
ولا شك أن هذه النسب خطيرة وكبيرة، ويرجع انتشار الحشيش إلي كون أن الحشيش متوافر بأسعار رخيصة مقارنة بأنواع المخدرات المتعددة.
الأسباب التي تدفع طلاب الجامعات والمدارس إلى الإقبال على المخدرات:
1. نوع من الترفيه:
فهناك العديد من المراهقين والشباب الذين يقومون بتجربة المخدرات في السهرات والجلسات الشبابية والأفراح.
وذلك حتى يشعروا بنوع من الرجولة والمجاملة وسط أقرانهم من الشباب.
2. ضعف الشخصية:
ربما نعرف أن الشباب في هذه المرحلة يكونوا غير متوازيين من الناحية النفسية.
ومن حيث قدرتهم على التصرف مع زملائهم، ولذلك نجدهم أصابهم نوعا من الإحباط عند قيام احد زملائهم بعرض نوعا من المخدرات عليهم.
وذلك لشعوره بالحرج ممن يدعوه لذلك.
3.الإحساس بالاستقلالية:
نتيجة للضغط المتواصل من قبل الآباء والأمهات على الأبناء في فترة الجامعة، وفى فترة المراهقة ، نجد أن الولد يصيبه نوعا من الإحباط والضيق، حيث يشعر أن حربته مسلوبة منه.
ولذلك يقوم بالبحث عن الحرية من أجل الحصول على قدر كبير من الاستقلالية، ويتم ذلك بأنه يبحث عليها وسط زملائه، ولذلك يقوم بتجربة أنواع جديدة من المخدرات بعيدا عن أهله وأسرته.
4. سفر الوالد، أو غياب دور الأسرة:
أحيانا يكون الهم الأول للأسرة هو القيام بجمع الأموال ، لكى يقوموا بتدبير احتياجاتهم المالية من الأموال، وحتى يستطيعوا توفير المال المناسب والتعليم الذي يليق بكل أسرة.
ولكن الذي يحدث هو أنه عند وجود الأموال مع الطالب أو المراهق بكمية اكثر من التي يحتاجها، فانه يجد الفرصة سانحة معه لكى يقوم بشراء بعضا من المخدرات مع المنحرفين والضائعين.
5. فقدان الشعور والإحساس بالحب والتفاهم:
إذا فقدت تلك المشاعر الجميلة والتي من الأساس أن تتواجد داخل كل أسرة، فان المراهق والشاب سوف يبحث عنها خارج نطاق أسرته، ولذلك دائما ما ننصح الإباء والأمهات أن معاملة الأبناء بنوع من الثقة والحب، هو أفضل وقاية قبل أن يقعوا في براثن الإدمان والانحراف.
6. التقليد:
في الغالب فإن المراهق في المراحل السنية المرتبطة بسنوات دراسية.يلجئون إلي تقليد بعض الشخصيات وخصوصا إذا كانت مشهورة، أو ذو جاه أو مركز.ونجده أنه يقوم بالتشبه به في جميع التصرفات التي يقوم بها
7. البذخ والترف:
يعتبر من أحد أهم الأسباب التي تدفع الشباب إلي إدمان المخدرات هو حصولهم على الأموال بكميات وفيرة ،مع عدم وجود مانع أو محاسبة من قبل الوالدين في الطرق أو الوسائل التي يتم فيها صرف هذه الأموال ،ومن ثم فإن الحصول على المخدرات يصبح يسيرا بقدر الإمكان.
كما أنه من مظاهر الترف لدى العديد من الشباب والعائلات هو أن يقوموا بتدخين المخدرات والإقبال عليها ،معتقدين أنها من الأساسيات التي توجد في حياتهم.
8. وسائل الأعلام:
من المعروف أنه في الآونة الأخيرة وخصوصا في وسائل الإعلام والسينما كثرت الموضوعات التي تناقش كل من المخدرات والجنس، وغيرها من القضايا الأخرى.
وأصبح هناك العديد من النجوم الذين يتقنون تقديم مثل هذه الأدوار وفى نفس الوقت نجدهم أنهم يتحكمون بأمور حياتهم، أو علي درجة كبيرة من الجرأة والشجاعة في مواجهة الحياة.
ولذلك لا نتعجب أن يقوم الشاب بتقليد مثل تلك الأمور التي يراها على الشاشات.
وخصوصا عندما يتعلق الأمر بأحد هؤلاء النجوم الشهيرة، والتي لها باع طويل في التمثيل، أو التي يتابعها قطاع عريض من الشباب ،مثل هذه القنوات والمسلسلات حولت الأشياء القبيحة إلي واقع جميل ، مما يدفع الشاب إلى عدم اقتناعه بأنها من الأمور الضارة على صحته وحياته.
9.الفراغ:
هناك العديد من الشباب في فترة الجامعة يكون لديهم فائض من الوقت، وبالتالي فإن الوقت يدفعهم الى تجربة العديد من العادات الضارة، وربما في أحد الأوقات التي يكون فيها بمفرده داخل المنزل أو مع رفقاء السوء يقوم بتجربتها.