هل يختلف علاج الادمان لمدمن عن الاخر؟

 

يدرك المتخصصون في الإدمان وغيرهم من العاملين في مجال الصحة العقلية والعلاج من الإدمان أنه ليس جميع الأشخاص الذين يدخلون برامج علاج الإدمان يتعرضون الى نفس معدل التحسن في نفس الوقت، حيث أنه في دراسة نُشرت في آذار 2014 في مجلة Clinical Psychological Science، قام بها باحثون من الولايات المتحدة، كشفت عن عدد من التفسيرات المحتملة للاختلافات في نتائج العلاج بين الأفراد المصابين بالادمان، ومن خلال هذه المقالة سنناقش معكم هذه الاختلافات والمفارقات.

 ما هو الإدمان؟

الإدمان هو المصطلح المستخدم لوصف الاعتماد الجسدي والنفسي والعقلي على شيء ما، يصاحبه عدد من الأعراض التي تقلل بشكل خطير من قدرة الشخص على الحفاظ على الصحة العقلية والبدنية والقيام بالمهام الاساسية اليومية، وتتضمن الأعراض المحددة التي تشير إلى وجود إدمان الرغبة الشديدة في الاستمرار في استخدام مادة معينة وعدم القدرة على التمسك بالحدود المفروضة على والالتزام بها، وتشمل الأعراض تعرض المدمن الى اعراض الانسحاب عندما يحاول التوقف عن تعاطي المادة.

في الولايات المتحدة، يتم إدراج جميع الأشكال التشخيصية لإساءة استخدام المواد الضارة او المخدرة ضمن عنوان واحد يسمى اضطراب استخدام المواد، و يحدد الأطباء المادة الإدمانية المعينة عند إجراء تشخيص لكل فرد على حدة.

خطورة الإدمان:

قد اثبتت الدراسات انه لا يتأثر جميع الأشخاص بإدمان المواد المخدرة بنفس القدر، وذلك يرجع الى عدد من العوامل منها الفروق الفردية في صحة كل فرد النفسية والعقلية والجسدية.

تعمل المواد المخدرة على تدمير الجسم بشتى أجهزته الحيوية دماراً شاملاً و يخلف فيه اضرارا و اثارا سلبية خطيرة، مما يؤدي الى تدمير الإنسان وهدم بنائه، حيث تعمل المخدرات على تخدير وتغييب العقل وتعطيل طاقته، و العقل هو أهم عنصر يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، لذلك فإن تعاطي المواد المخدرة فيه اعتداء على النفس بإيذائها، واعتداء على الغير بسبب السلوك السلبي وعدم القدرة على القيام بالمهام الاجتماعية عقب التخدير بفعل المواد المخدرة.

تؤثر المخدرات بأنواعها على الأجهزة الحيوية في الجسم فتضعف عمل الجهاز الهضمي وتفقد قدرتها على القيام بمهمته بسلاسة، كما أنها تؤثر على القلب ومن الممكن أن تتسبب في انسداد الشرايين مما يؤدي الى الوفاة العاجلة اذا لم يتدخل الطبيب المتخصص وينقذ الحالة.

الفروق الفردية فى علاج الإدمان:

نحن في مستشفى الأمل لعلاج الإدمان نعتبر أن كل مدمن هو حالة منفردة، ويجب التعامل معه على هذا الأساس، وذلك في سبيل الحصول على اعلى المعدلات وأفضل النتائج في علاج الإدمان.

فعلى الرغم من تشابه مراحل الإدمان وتشابه أعراض الإدمان بين كل المدمنين، إلا أن لكل منهم طبيعته وشخصيته والفروق التي تميزه عن غيره (تشمل ظروفه الخاصة وحالته الاسرية والاجتماعية)، ذلك التميز أو الاختلاف يمكن ملاحظته حتى بين الأشقاء الذين يعانون من مرض الإدمان.

ومن هنا أصبح من اللازم على البرامج العلاجية المصممة لعلاج الإدمان، أن تكون مخصصة حتى تراعي بذلك خصوصية المدمن والفروق التي تميزه عن غيره ولو كان شقيقه، وذلك لان نجاح الخطط العلاجية للمدمنين تتوقف على مدى خصوصية البرامج التى يتلقاها للعلاج ومرونتها.

في إطار ذلك هناك عدد من الفروق الفردية الواضحة التي تميز كل مدمن عن غيره ومنها ما يلي:

الفروق الثقافية:

فمثلا قد يتقبل شخص متعلم الدخول في برنامج العلاج بسلاسة ويتقبل المرور في مراحل العلاج دون مقاومة، على عكس الشخص غير المتعلم، في حين قد يحدث العكس فى بعض الحالات.

الحالة الاجتماعية والاسرية للفرد:

يؤثر ذلك بالطبع على استجابة الفرد للعلاج من الإدمان وتقبله ايضا.

الفروق النفسية:

قد يكون لدى شخص ما الرغبة والإرادة والاستعداد النفسي لخوض رحلة العلاج، في حين يفتقر شخص اخر الى هذه الرغبة والإرادة، فيصبح من الصعب معالجته.

الظروف الخاصة بالمدمن:

قد تكون الظروف التي يمر بها شخص ما تشجعه على العلاج وتجعله يخوض مراحل العلاج بسهولة، ومن ناحية اخرى قد تكون الظروف الخاصة بشخص آخر مدمن تنفره من العلاج وتجعله يتخطى مراحل العلاج بصعوبة ويستغرق وقتاً أكبر فيها.

المنهجية في علاج الإدمان:

بالطبع يجب أن تكون هناك منهجية في إعداد برامج العلاج من الإدمان، التي تشمل الخطوط العريضة لأساسيات البرامج العلاجية.
المنهجية في إعداد البرامج العلاجية هو أمر ضروري لنجاح برامج العلاج، ولكن يجب أن يتم تحديد هذه المنهجية من خلال فهم العوامل المشتركة والخصائص الاجتماعية التي تميز جميع المدمنين بوجه عام، وذلك مع ضرورة مراعاة الفروق الفردية أثناء العلاج.

كما قال الخبراء، لكل شخص ظروفة ودوافعه الخاصة التي قادته الى الوقوع في فخ الإدمان، ولذلك فإن لكل شخص ايضا دوافعه وظروفه الخاصة التي تدفعه إلى الاستجابة لبرامج العلاج والتعافي من الإدمان على المخدرات.

 

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!

أضف تعليقك

حقول مطلوبة *



×