قد يكون التمييز بين الإدمان والسلوكيات المزعجة أمر سهل، لأنه ليست السلوكيات المزعجة مؤشرا مؤكدا على الإدمان، حتى عندما يشتبه في الإدمان، قد يكون من الصعب إقناع شخص ما بأنه بحاجة إلى الفحص وطلب المساعدة.
نقدم إليكم بعض الدلائل او العلامات الدالة على الإدمان، وما يجب فعله بعد ذلك…
ما هو الادمان؟
الإدمان، كما عرفه الخبراء، هو حالة تستعبد الشخص وتسيطر على حياته وتجعله خاضعاً لها، حيث إن المدمن على أي شيء، يكون معتمد عليها نفسياً وجسدياً، ويرتبط الإدمان ارتباطا وثيقا بالمرض النفسي و العديد من الأمراض الجسدية ايضا، كما انه يعد الطريق الأسرع إلى الموت، او انه “انتحارا بطيئا” كما يقول البعض.
قد يكون الإدمان على المواد المخدرة، أو ألعاب الكمبيوتر، او التلفاز، او الانترنت، او الافلام الاباحية، او الجنس، او اى شيء اخر….
علامات الإدمان على المخدرات:
- دعونا نبدأ ببعض الاعراض التحذيرية لتحديد الإدمان البدني على الكحول أو المخدرات والتي تشمل، الرغبة الشديدة في تناول المخدر أو شرب الكحول، والتعرض لاعراض الانسحاب، وايضا لا يتحكم الفرد في متى وكيف يتم استخدام المادة، وهو يطلب تعاطي كمية متزايدة لتحقيق النشوة المطلوبة، وتجد الفرد ينفق قدرا متزايدا من الوقت والمال للحصول على المادة المخدرة.
- من المؤشرات الشائعة التي تشير إلى وجود إدمان المخدرات، حدوث تقلبات مزاجية، والهروب من عالم الواقع والوحدة والانعزال عن العائلة والأصدقاء، واخفاء المتعلقات الشخصية عن الآخرين بشكل غير طبيعي، ويذكر أنه يحتاج الفرد الذي يعاني من هذه الأعراض إلى فترة طويلة للعلاج بداية من مرحلة إزالة السموم تحت إشراف طبي لكي يصبح متعافيا وخاليا من المخدرات.
- من علامات الإدمان أيضا، ظهور المرء بمظهر غير مهذب وغير طبيعي، فنجده غير مهتم بمظهره وملبسه، فيظهر بمظهر سيئ امام الآخرين، غير أن صحته تتدهور كل يوم اكثر مما قبله، ومن الوارد جدا ان يحدث له تدهور حاد في الاجهزة الحيوية له، مثل ان يحدث له عسر هضم، وصعوبة في التنفس وسرعة ضربات القلب، بالإضافة إلى التليف الكبدي وضعف جهاز المناعة.
هل يمكن علاج المدمن؟
بالطبع، يمكن تقديم المساعدة للمدمن، والأخذ بيده وجعله يعود الى المجتمع من جديد كشخص نافع ومفيد لذاته ومجتمعه، ويتطلب ذلك عدة شروط، ومنها أن يدرك المدمن أن سلوكه السابق كان شكلاً من أشكال الاساءة للذات والمجتمع، وان يقتنع انه بحاجة الى المساعدة.
وذلك حتى يستطيع خوض التجربة وتعلم مهارات الحياة الصحية السليمة، ويتطلب الأمر أيضا الاعتراف بأن المادة المسببة للإدمان هي سبب مشاكله وسبب تأخره وانه بحاجة الى طلب المساعدة والعلاج، وهناك شرط آخر للحصول على التعافي من الإدمان، وهو أن يبحث المدمن عن مساعدة مناسبة ويدخل في برنامج العلاج المناسب له.
كما أن الاعتراف بدور الشخص في الإدمان امر هام، حيث يمكن أيضا أن يساعد ذلك الفرد في تبديل دور الضحية لدور الناجي والبطل، مع تحمل المسؤولية عن الخيارات التي قام بها المرء في الماضي.
علاج الادمان:
من الصعب الحصول على العلاج ، إذا كانت لا تتوفر لديك الشروط السابقة، وخاصة عند مواجهة الرغبة الشديدة والعواطف السلبية التي تحيط بك في مرحلة الادمان، ونشير ايضا الى انه يمكن أن يساعد العلاج النفسي في استقرار المريض وجعله يتلقى العلاج بسلام وسلاسة، وتساعد مستشفى الأمل في تقديم العلاج المناسب لكل مدمن على حده وذلك لمراعاة الظروف الخاصة بكل مريض.
كما يمكن أن تقدم مجموعات الدعم داخل المستشفى العلاج المناسب لسلوك المدمن وخاصة العزلة الاجتماعية، وتستطيع ايضا تبديل السلوكيات الايجابية بالسلوكيات السلبية للمدمن، كما أنها تقدم إطارًا خاصا للرعاية الذاتية، وتشجيع على الحكم الذاتي بدلاً من التدمير الذاتي.
خطة علاج من الإدمان:
- يمكن للأفراد الذين يسعون للتغلب على الإدمان وضع خطة منظمة للعلاج، تشمل أنشطة الرعاية الذاتية، وتحديد الحدود الآمنة وحدود إساءة استخدام المواد.
- يمكن لكل هذا أن يساعد الفرد المدمن على تحديد العلامات التي تشير إلى أن الانتكاس محتمل وتساعدك ايضا على ابتكار طرقًا للتعامل مع الإجهاد أو غيره من مسببات الانتكاس.
وكثيراً ما يفوت المدمنون فرص تعلم الأشياء التي يتعلمها الأقران غير المدمنين في سن مبكرة، ولذلك فإن مجموعات الدعم التي تقام داخل المؤسسة العلاجية، يمكن أن توفر للمدمن الكثير من المعلومات التي يجب أن يحاول استيعابها حتى لا يتأخر عن من سواه ، ومن هذه المعلومات، معلومات تثقيفية حول الإدمان والمواد المخدرة مخاطرها، وكيفية العلاج ايضا، وهذه الدروس ليست سوى بداية لمعالجة الإدمان، في حين يجب على المرضى الاستمرار في طلب الدعم ومواصلة الرعاية الذاتية لمنع الانتكاس بمجرد اكتمال العلاج من الإدمان.
مقالات قد تهمك