رغم التشابه الموجود بين إدمان ألعاب الفيديو والإدمان على المخدرات، يبدو أن هناك اختلافاً متأصلاً بين إدمان المخدرات وإدمان ألعاب الفيديو، وفي إطار ذلك نناقش في هذا المقال، بعض الاختلافات والفروق بين إدمان ألعاب الفيديو وإدمان المخدرات والكحوليات.
إدمان ألعاب الفيديو:
كما نعلم، فإن الإدمان على آى شيء يعنى المبالغة فى استخدامه بشكل غير لائق، او إساءة استخدامه، ولذلك فإن إدمان ألعاب الفيديو إدمان ألعاب الفيديو يشير إلى الاستخدام المفرط أو القهري لألعاب الكمبيوتر أو ما يسمى بألعاب الفيديو، فقد أصبحت هذه الألعاب تتداخل مع الحياة اليومية للإنسان بشكل رهيب، ولعل إدمان ألعاب الفيديو يتجلى في أنه الإحساس بنوع من الإجبار على اللعب أو أنه الاستخدام القهري لألعاب الفيديو.
ويلجأ المدمن على العاب الفيديو الى العزلة الاجتماعية وتقلب المزاج، وتقلص الخيال ايضا، والتركيز المفرط فقط على النجاح في اللعبة دون التركيز في عمل أي شيء آخر، ومن الممكن أن يلجأ الفرد المدمن على العاب الفيديو إلى الاستغناء عن الأنشطة الأخرى المفيدة في الحياة، وقد اقترحت الجمعية الأمريكية للطب النفسي معايير إدمان ألعاب الفيديو أو ألعاب الكمبيوتر، وقد خلصت هذه الدراسة إلى أنه ليس هناك أدلة كافية لإدراجها كاضطراب نفسي مستقل، ولا يزال ذلك الأمر محل نقاش في مدى كون هذا الاضطراب ناجما عن أنشطة اللعب نفسها، أو ما إذا كان نتيجة لاضطرابات نفسية أو عقلية أخرى.
في حين ربطت بعض البحوث والدراسات الحديثة ألعاب الفيديو العنيفة بالكثير من السلوكيات الخاطئة ومن هذه السلوكيات زيادة السلوك العدواني لدى الشخص، وخاصة الاطفال، وفي الوقت ذاته فشلت أبحاث أخرى في العثور على أدلة لهذه الروابط.
الفرق بين إدمان لعبة الفيديو والإدمان على المخدرات:
الفرق الأكثر وضوحًا بين إدمان ألعاب الفيديو وإدمان المخدرات هو عدم وجود مادة مادية لدى المدمنين على ألعاب الفيديو، في حين أن الأشخاص المدمنين على المخدرات يستهلكون شيئًا مادى (المخدرات) من أجل تحقيق التأثيرات المرغوبة، أما في إدمان ألعاب الفيديو، لا يتم استهلاك أي شيء مادى.
بدلاً من ذلك، يتم لعب اللعبة بشكل مفرط، سواء عبر الإنترنت أو بلا اتصال بالإنترنت، مما يؤدي إلى حدوث مشكلات عديدة في الحياة اليومية للفرد.
قد يبدو هذا فارقًا كبيرًا، لكن هناك بعض وسائل الإدمان الأخرى المشهورة على نطاق واسع مثل إدمان القمار وإدمان الجنس وهي لا تتضمن أيضًا استهلاك اى شىء مادى.
كيف يمكن إدمان ألعاب الفيديو؟
توضح المعايير التي اتفقت عليها العديد من الدراسات أوجه التشابه بين الألعاب القهرية أو إدمان ألعاب الفيديو واستخدام الأدوية المخدرة وإدمانها. وتشمل هذه المعايير:
- الانشغال باللعب وتجاهل اى شيء اخر حتى لو كان مهماً.
- التعرض لأعراض الانسحاب عند التوقف عن اللعب.
- استخدام الألعاب على الرغم من العواقب السلبية.
- فقدان الاهتمامات الأخرى.
- فقدان علاقة أو وظيفة أو شيء مهم بسبب إدمان ألعاب الفيديو.
- عدم السيطرة على الذات أثناء لعب العاب الفيديو.
- استخدام الألعاب لتعديل المزاج.
ملحوظة: هذه المعايير كلها مخصصة لتشخيص إدمان ألعاب الفيديو، ولكن من الواضح أن جميع هذه التطبيقات تنطبق أيضًا على الإدمان على المواد المخدرة.
التشابه بين إدمان ألعاب الفيديو والإدمان على المخدرات من حيث التأثير على الجهاز العصبي
لعل الدليل المقنع على أن إدمان الألعاب يشبه إدمان المخدرات هو التشابه الذي يحدثه الشيئان على الجهاز العصبى للإنسان، حيث تؤثر ألعاب الفيديو على الجهاز العصبي مثل المخدرات تماماً، حيث انها تجعل العقل ينتج مادة الدوبامين ويجعل الفرد يشعر بالسعادة والفرح والنشوة جراء ذلك.
علاقة الإدمان على ألعاب الفيديو بالصحة البدنية للفرد:
قد اثبتت الدراسات انه يمكن للإدمان على ألعاب الفيديو أن يؤدي بشكل غير مباشر إلى الوفاة، كما أن هذا الصنف من الإدمان خطير للغاية، لانه يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى وبدنية على المدمن، وحسب دراسة علمية حديثة فان ادمان العاب الفيديو يسبب العديد من المشاكل الصحية مثل: صداع الرأس والدوار، آلام الرقبة والالام الظهر، والعديد من مشاكل الجهاز الهضمي إضافة إلى اضطرابات النوم، حيث تمت المقارنة بين الأشخاص الذين لا يعانون من إدمان على الألعاب الفيديو وبين الأشخاص الذين يعانون من هذا الادمان، وقد خلصت الدراسة إلى أن الأشخاص المدمنين على الألعاب أكثر معاناة من المشاكل البدنية مقارنة مع باقي الأشخاص.
إدمان ألعاب الفيديو شيء خطير جداً:
يجب أخذ إدمان ألعاب الفيديو على محمل الجد، فإذا كنت تعاني أنت أو أحد أفراد عائلتك من إدمان ألعاب الفيديو، فمن المهم تناول المشكلة على محمل الجد، تماما مثل إدمان المخدرات، فإنه يمكن أن يؤدي إلى الكثير من الآثار السلبية، والمدمرة، فإذا كنت قلقًا من ذلك، فتحدث إلى طبيبك وابذل قصارى جهدك لمعالجة المشكلة.
ويحتاج علاج ادمان العاب الفيديو إلى بذل الجهد والوقت وعدم ادخار أي شيء في سبيل معالجة هذا المرض الذي اجتاح العديد من البيت في عصرنا هذا.