القلق أمر مفيد للإنسان فهو يعد بمثابة جرس إنذار لأمر خطر قد يحدث وعلى الإنسان الانتباه والاستعداد لمواجهة تلك الأمور، والقلق أيضاً يساعد الإنسان في الانتباه إلى ما يدور حوله من مجريات الأمور إذ يضعه دائما في وضعية الاستعداد للتصدي لأية اضطرابات قد تطرأ، كما أن القلق لا يشكل خطراً طالما لا يتعدى المعدل الطبيعي المسموح به، ولكن في حالة تخطيه لهذه النسب فهنا يكون القلق خطراً يداهم صحة الإنسان.
يضر القلق بالصحة النفسية للإنسان إذا ما ارتفع عن معدلاته الطبيعية، وهو يؤثر أيضاً على نسب التركيز للإنسان مصاب القلق، كما أنه قد يتخطى هذا الحاجز إذ يمثل وقتها الشعور بخطر مستمر يهدد بقاء الإنسان مصاب القلق وهنا نجده أصبح في وضعية أكثر خطورة عن غيره، وفيما يلي تعرض لكم سمات الشخص مصاب القلق.
اعراض مريض القلق:
هناك عدة أعراض تظهر على شخصية مريض القلق، وهى ما تجعلنا نعي أن هذا الشخص على مشارف الخطر للإصابة بحالات قلق حاد، أو نوبات صرع، وعلينا فقط مراقبة هذه السمات للتعامل مع المصاب بشكل سريع يضمن عدم وصول الأمر لمراحل خطرة ومن مظاهر تلك السمات.
- التشتت وعدم التركيز.
- التعرق الشديد أو تعرق اليدين والتنفس بشكل سريع.
- مشكلات في العلاقات مع الآخرين.
- مشكلات في النوم.
- الإرهاق والتعب.
- الضعف والخمول.
- مشاكل في الجهاز الهضمي.
- الصداع.
- الاهتياج وقلة الصبر.
- شعور دائم بالارتباك.
- الشعور بغصة في الحلق.
حال ظهور تلك السمات فأنت أمام حالة في طريقها إلى الإصابة بأقصى درجات القلق، ويجب عليك التعامل معها واستشارة طبيب على الفور.
أهم الأسباب المؤدية للإصابة بمرض القلق:
هناك دوماً أسباباً تدفعك للإصابة بالقلق، وهنا أيضاً يجب الاحتياط من أن تترك نفسك عرضة لهذه الأسباب، كما أن عليك أيضاً الاطلاع عليها جدياً لتفادى التعامل بها مع الآخرين ومن ثم تخلق لنفسك العديد من المشكلات إما أن تصاب بالقلق، أو أنك تؤذى الآخرين وتكون سبباً لإصابتهم بهذا الأمر.
- فقدان الشخص للإحساس بالأمان، وهنا يدون المدخل الهام والحيوي حتى يصيبك القلق، فدائما انعدام الشعور بالأمان والشكوك حول الذات تدفعك للإصابة بالقلق دون شك، وعليك فقط عدم التسليم لهذا الشعور وتركه حتى يتمكن منك.
- الطفولة القاسية، وهى المسببات الأكثر شيوعاً فيعود البعض شعورهم بالقلق إلى الماضي خاصة مع من شهدوا طفولة قاسية وظروفاً صعبة جعلتهم يفقدون الشعور بالأمان، وغالباً من شهدوا طفولة قاسية ومرت عليهم صدمات عنيفة هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
- الأمراض، وهنا نجد مصابي الأمراض الخطرة هم أكثر الناس قلقاً عن غيرهم، فدائماً هناك شكوك حول قدرتهم على مواجهة المرض والقدرة على تجاوزه، كما أنهم دائمين التفكير في مستقبلهم مع المرض وإمكانية قدرتهم على العلاج منه خاصة مع ظروفهم الاقتصادية فهذه المسببات تكون أهم أبواب القلق.
- التوتر النفسي، بعض الحالات تصاب بالقلق إثر تعرضهم لضغوطات الحياة، كما أنهم دائمي التفكير في مصيرهم مع تحمل تلك الضغوطات، فعلى سبيل المثال إذا مرض أحدهم وانقطع عن العمل فإنه يدخل في نفق القلق، وذلك بسبب تأثير ذلك على دخله المادي تحديداً إذا كان هذا الدخل له تأثير على أسرته.
- شخصية الإنسان تعد من أهم المسببات للإصابة بالقلق، فنجد من يتمتعون بمزايا معينة بشخصياتهم هم الأقرب للإصابة بالقلق، كما أن هناك بعض المؤثرات الخارجية مثل الارتباط العاطفي و الاضطرابات الشخصية الحدية فهي تزيد من وتيرة القلق وقد تصل إلى حد القلق المتعمم.
- النقد الزائد غالباً ما يجعل الإنسان دائم القلق، وخاصة عند الأطفال فكثيراً من الأطفال إذ يتعرضون إلى النقد بشكل مستمر يفقدون الثقة في الذات، ومن خلال ذلك يكونون أكثر ملائمة للإصابة بالقلق، وعند سماعهم أنهم سيكونون في موضع تقييم هذا يدخلهم في حالة قلق شديدة قد تصل إلى القلق المتعمم.
- الشعور بالذنب، إحساس يؤذى الصحة النفسية لدى البالغين ولكنه يظهر جلياً عند الأطفال، فإذا ما قام الشخص بتصرف خاطئ قد يلازمه شعور بالقلق من كافة تصرفاته المقبلة، وهنا ننصح بعدم تعنيف الأطفال بشكل همجي في حالة تصرفهم بشكل غير لائق، في إعطاء الإحساس بالثقة في معدلاته الطبيعية أمر مطلوب لتجاوز الوقوع في أية أزمات.
انواع القلق:
للقلق انواع منها ما يمكن التعامل مع بشكل آمن، ومنها مالا يمكن الإغفال عنه فإذا بلغ بنا الأمر إلى انواع مرتفعة من القلق فأنت تواجه مشكلة كبيرة وعليك الانتباه لها، والقلق يقسم إلى ثلاثة انواع وذلك لتصنيف التعامل مع كل نوع قلق ولكل منها خصائصه وخطورته على صحة الإنسان النفسية، وهنا نعرض انواع القلق وطرق التعامل معها.
المستوى الأول :
وهى المستويات المنخفضة للقلق، وهنا يكون القلق بمثابة جرس إنذار فقط يقوم بتنبيه الإنسان تجاه خطر قادم وعليه مواجهته، تجد نفسك فى هذا المستوى أكثر تركيزاً وانتباهاً وحساسية للمخاطر الخارجية، كما أنك تصبح بفضل هذا المستوى أكثر قدرة على مواجهة المخاطر.
المستوى الثاني:
المستويات المتوسطة للقلق، تشعر هنا بحالة من الجمود وعدم السيطرة على سلوكك تجاه الأمور، كما أنك تفقد القدرة على الابتكار وعليك بذل جهداً كبيراً للقيام بالسلوك المناسب تجاه أمر معين، وتشعر أيضاً بحالة من عدم الارتياح إلى أي شئ جديد فيصبح التجديد أمراً يشكل خطراُ على صحتك النفسية.
المستوى الثالث:
المستويات العليا للقلق، وهنا يصاب الإنسان بحالة انهيار تامة، وتجده مشوش غير قادر على التحكم في سلوكه، كما أنه يواجه صعوبة في تقدير المواقف ويلجأ إلى أساليب بدائية لمواجهة هذا الشعور والتغلب عليه.
مضاعفات القلق:
كثر حديثنا عن الإصابة بالقلق، وأسبابه ومستوياته وعلينا الآن معرفة مضاعفاته فمصاب القلق يتعرض إلى العديد من المشاكل إذا ما استمر الحال معه على ما هو عليه، وعلينا توخي الحذر لعدم الوصول إلى مراحل خطرة من القلق، وهنا تتعرف على أهم المضاعفات التي قد تصيب الإنسان حينما يصاب بالقلق.
- الشعور بالكآبة وكثرة الأرق.
- الإدمان على أقراص طبية.
- الاضطراب المعوي الهضمي.
- الشعور بالصداع المزمن.
- الشعور بصفير الأسنان خاصة في فترة النوم.
كيف يتم تشخيص القلق؟
هناك العديد من الأمور يتم إتباعها لتشخيص حالات القلق، فيقوم الأخصائيين النفسيين بإجراء عدة تجارب من خلال إلقاء أسئلة معينة تدور حول الشعور بالقلق، وكذلك يتم قياس الأمر حول شعور الشخص المصاب بالأمان ومقارنة هذا الشعور بما يدور في خاطره من القلق، كما أن التجارب هذه تأتى بمثابة بوابة لتقديم العلاج اللازم لمصاب القلق فمن خلال التشخيص الجيد يكون العلاج السليم.
ولكن هناك بعض المعايير التي تساعد على التشخيص الجيد لمصابي القلق، وهذه المعايير هي:
- شعور المريض بالقلق لمدة لا تقل عن ستة أشهر بشرط أن يكون هذا الشعور مستمر وبشكل يومي.
- عدم قدرة المريض على مواجهة قلقه، وفقدانه المقاومة الجيدة لهذا الشعور مع الاستسلام لما ينتابه من القلق.
- شعور المريض بالتوتر والتعصب وعدم القدرة على التركيز نتيجة تعرضه لنوبة قلق مفاجئة.
- الشعور بالاضطراب في النوم وتأثيره على انقباض العضلات وتوترها.
- الشعور بالضيق الحاد والذي يعيق استمرار الحياة اليومية إثر التعرض لنوبة قلق شديدة.
- الإحساس بالقلق دون الإصابة بأية أمراض، مثل استخدام المواد المدمنة أو التعرض لنوبات الهلع.
كيفية علاج مرض القلق:
دائماً يمر علاج القلق على مراحل تجريبية لمعرفة وتحديد المستوى الذي وصل إليه الشخص، ومن ثم تحديد العلاج الملائم له، كما أن هناك نوعان لعلاج القلق العلاج الدوائي، والعلاج النفسي، وهنا لابد أن يتم استخدام هذه الأنواع ولكن بحرص وعناية شديدة حتى لا تأتى بتأثير سلبي على المريض.
علاج القلق الدوائي:
أدوية مضادة للقلق مثل تناولك لدواء البنزوديازيبينات، وهو عبارة عن مادة مهدئة للأعصاب، تعمل على امتصاص القلق من جسدك ومحو هذا الشعور نهائياً، ولكنها قد تجعلك مدمناً في حالة الاستمرار في تناوله بشكل مفرط.
أدوية مضادة للاكتئاب، وهى تؤثر على حركة الناقلات العصبية والتي تقوم بدور فعال في التأثير على القلق ونشوئه، وبين هذه الأصناف فلوكسيتين التي تساعد على حفظ حدة القلق، بسبب تأثيرها على الناقلات العصبية بشكل مباشر، كذلك تساعدك من خلال مكوناتها على تهدئة الأعصاب والشعور بالارتياح.
العلاج النفسي للقلق:
وفى هذا النوع من العلاج فهو قائم على تقديم الدعم اللازم للمريض، فيقوم العاملين بالمجال باجتياز عدة أمور تساعد على تدعيم الاضطرابات النفسية لدى المريض، مما يجعله قادراً على مواجهة تلك الأمور، ولعل أهم تلك المقومات التي تساعد على تقديم العلاج النفسي اللازم هو الإنصات للمريض والإصغاء له بشكل جيد، فالحديث أولى الخطوات التي يرفع بها المريض المعاناة عن كاهله وهنا تبدأ طريقك في تدعيم مقاومته للشعور بالقلق.
احترس هذه أنواع القلق:
للقلق أنواع ولكن هناك ما هو أخطرها، وعليك فقط أن تعمل على تحفيز قدراتك لمواجهة مخاوفك وتحدى شعورك بالقلق، وهنا نتحدث عن أهم الأنواع المسببة للقلق وأكثرها خطورة:
الوسواس القهري:
أحد أخطر العوامل التي تؤدى إلى الإصابة بالقلق، فهو يستغرق وقتاً طويلاً من المريض حتى يقلع عنه، فهو عبارة عن اضطراب في الأفكار والأفعال، ويظهر الوسواس القهري على شكلين هما.
وسواس الأفكار:
وهنا تجد المريض وقد سيطرت عليه أفكار بعينها، يشعر المريض بسخافتها مثل التفكير في الإصابة بمرض معين مثل السرطان أو الإيدز أو ما شابه.
وسواس الأفعال:
وهنا يقوم المريض بتكرار عدد من الأفعال التي سبق وقد قام بها من قبل بسبب وسواس وهنا يدخل المريض في نفق مظلم قد يعرضه بسبب تكرارها إلى الإصابة بمرض القلق المتعمم.
الخوف الاجتماعي، وهنا لابد من مواجهة المريض وتخوفاته، فتجد المريض متخوفاً من مواجهة الآخرين كما أن هذا النوع قد يعطى مؤشراً سريعاً للإصابة بالقلق أكثر من أى عرض آخر، فمثلاً لا تجد المريض محباً لمقابلة شخصية ذو مسئوليات، أو الأكل أمام الآخرين، كما تجده أيضاً متخوفاً وغير راغب في الجلوس أمام تجمعات.ومع تكرار هذا الأمر يدخل المريض في مشاكل خاصة باستمرار التوتر وعدم التركيز مع مصاحبة المريض رعشة في الأطراف.
وفى هذا النوع يفضل استخدام العلاج النفسي بتحفيز القدرة على مقاومة تلك التخوفات أمراً هاماً فى تقديم العلاج المناسب في هذا الأمر.
هكذا نكون قد انتهينا من عرض بعض المعلومات البسيطة عن القلق، ولكن علينا التنبيه على ضرورة عدم ترك الأوهام لتسيطر على عقلك، فإذا شعرت بأي من تلك الأعراض عليك الذهاب مباشرةً لطبيبك الخاص واستشارته من أجل الوصول إلى نتائج مفيدة فى وقت مبكر قبل تفاقم الأمور.